نفسك طويل ماشاءالله ، والمعاني والفكر والحكمة والتجربة كلها حاضرة في هذه القصيدة وجمال الأسلوب ولكن التصوير قليل مما جعله أقرب للسرد وتوجيه النصائح ولو أنّك نوّعت لكان أخفّ على النفس مابين الحٍكم الحاضرة والجمال التصويري المحض ، هذا مجرّد رأي ، لكني رأيتُ في الآونة الأخيرة كثيرا ممن يفعل مثل هذا فيُرهق القصيدة الواحدة بمعانٍ وحكمٍ كثيرة
وألفتُ النظر هنا إلى شعر الدكتور سمير العمري فانظر إلى الحكم في قصائده وكيف يجعلها في قالب تصويري قابل للتأويل ، لا اقول أن تجعل كل حكمة تكتبها كذلك ولكن من باب التنويع فهو يُضفي على الشعر جمالا وشاعرية .
أتمنى أن لايكون رأيي مزعجا ايها الفاضل ..
هذين البيتين وحدهما متكاملان تامّان واراهما بمثابة قصيدة كاملة وخير موعظة وردت فيهما ، ويظهر فيهما بوضوح صدق العاطفة ، إضافة إلى التصوير بألفاظ أنيقةيــا لاهِـيَ الـقلبِ لا مَـالٌ ولا جَـاهُ
يَــدومُ لِـلْـمَرءِ والـبَـاقِي هُــوَ اللهُ
حَــتَّـامَ تَـفْـتِـنُكَ الـدُّنْـيَـا بِـزِيـنَتِهَا
والـمَـوْتُ حَـوْلَ الـبَرَايَا فـاغِرٌ فَـاهُ
(والموت حول البرايا فاغرا فاه )
رغم أني قد اعترض على قولك ( فاغرا فاه) افهم ماتقصده تخيّلت مرادك ان تجعله فاغرا فاه وكأنهم يلتهم الناس ومع ذلك الإنسان في غفلة وهو يرى الموتى يتتابعون صبحا وعشيّة
ولكن ( فاغرا فاه ) حينما أقرأها اشعر وكأنَّ من أمامي متعجّب ومندهش أو منصدم ، فكيف يكون الموت هو من يتعجب وهو الذي يقوم بعملية إفناء الناس والقبض على أرواحهم
إلا إن جعلت له مخرجا وأوّلته على انّ الموت فاغرا فاه وهو ينظر للبرايا حوله ويتعجّب من غفلتهم ولهوهم وعدم اتعاظهم بالموت فقد يكون مقبولا ، والراي لأهل الخبرة والنقد قد يمرّون ويفيدونك ، ومانحن إلا نتعلم هنا ونُبدي مجرّد رأي قد لايكون على صواب .
تقديري