وَ يَمْضِي وَاثِقاً رَجُلا


لَوْلا اشْتِعَالُ حُرُوفِي
ما استدلَّ عَلَى قَلْبِي جُنُونُكِ
مُشْتَاقاً ومُحْتَفِلا


بِرَاحَتَيْهِ هَدَايَا ضَلَّهَا شَـغَـفٌ
وَ أَحْرَقَتْهَا عُيُونٌ تـُــؤْثِرُ الخَجَلا


وَ جَاءَ بالأَمْسِ
– وَيْلُ الأَمْسِ مِنْ حُلُمِي –
مُغَلَّفاً بِشِغَافِ القَلْبِ مُعْتَقَلا


وَ جَاءَ بِي مِنْ أَنِينِ الجُرْحِ سُنْبُلَةً
فَأَطْعَمَ الشَّوقَ رُوِحاً لَمْ تَذُقْ أَمَلَا


فَأشْعَلَ الشَّمْعَ لي
ثمَّ اسْتَدَار
وَ فِي عَيْنَيْه يَغْلِي حَنِينُ الكَوْنِ
فارْتَجَلا :


أَسْوَارُ قَلْبِكَ أَعْلاها الوَفَا
وَ أَنَا - عُذْراً –
تَضِيعُ حُرُوفِي
لَمْ أَكُنْ ثَمِلا


كَغَيْمَةٍ خِفْتُ أَنْ تَهْمِي عَلَى عَطَشٍ
فَتَمْنَعُوا مَطَرِي أَنْ يَحْضنَ السُبُلا


وَ صَبَّ لِي الشَّايَ
و الفِنْجَانُ عَاطِفَةٌ دَانَ الشِّتَاءُ لَهَا
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَصِلا


تُرَى أَيَدْرِي ؟
أَمِ الإِحْسَاسُ رَافَقَهُ؟
فِي رِحْلَةِ العُمْرِ قِنْدِيلاً سَمَا مَثَلا


أَحْتَاجُ وَجْهِي هُنَا
- كَيْ لا تُبَعْثُرني -
عَيْنَاهُ وَرْداً عَلَى خَدَّيْهِ مُبْتَهِلا


وَ يَنْثَنِي بِحَنَانٍ كَفُّه
فَجَثَا مُسَائِلاً كَتِفِي
مَا زِلْتَ مُحْتَمِلا ؟!


فَيَنْفِضُ الجَسَدَ المَشْلُولَ قُبَّعَةً
وَ يَرْتَدِيهَا
وَ يَمْضِي وَاثِقاً رَجُلا