|
حبيبي أنتَ سُوريِّ المَعاني |
جَمالُكَ مِن نَعيمِ الخُلد دانِ |
أسرتَ عَواطفي ألهيتَ فكري |
فما لي وَ الحياةُ أخا الأماني |
وَغادرتَ الأنا أهديـتَ قلبــي |
طيوبًــا مِن أزاهيـرٍ حِسانِ |
نهضتَ مُعانقًا مَلَكاتِ شِعري |
نظرتَ خَواطري فزها بياني |
فيا لكَ مِن أريبٍ ذي يقينٍ |
وَ جــارٍ ردَّ طـارقـــةَ الزَّمــانِ |
ألوذُ بصبركَ الهتّانِ علّــي |
أعــودُ مُردِّدًا لَحــنَ الأمــانِ |
فللعشّاقِ حولكَ سارياتٌ |
ترفرفُ بالهَوى غِبَّ الحَنانِ |
دمشقُكَ شذرةُ الشَرقِ المُعافى |
وَشامُكَ عُرسُ قافيةِ الجِنانِ |
وَحُسنكَ عونُ ربَّاتِ التلاقي |
فما تختارُ غيرَك في التفاني |
على ريَّاك تعبقُ مُرسلاتـي |
فـتَـغمرنــي عطيَّاتُ التهاني |
على المدُنِ العتيقةِ دار كأسي |
فلم أبصِرْ سوى ألقِ المغاني |
نميرُ الأصدقاءِ وَ نُبلُ بَوْحٍ |
يُساجلُني لأمضي في اتزانِ |
وَأسرارٌ من العِنَّابِ تاقت |
لوحي الياسمينِ شذى الأغاني |
وَتهمي ذكرياتكَ في ضميري |
كبيرًا حاملاً أدبَ الجَنانِ |
فديتك من حبيبٍ ظلَّ يشدو |
وَغيرُك في دروبِ الغيدِ فانِ |
فلا تنسَ الإيابَ إلى الأقاحي |
فؤادي عندها كالوردِ قانِ |
عسى بَرَدى يُضمِّــدهُ ليبقــى |
على يـــدِهِ عظيمًا تُرجماني |
إذا انكسرتْ قوافينا فإنــي |
كسيرُ البالِ منحسِرٌ جُمانــي |
وَحبك شاهدي فاسمع نشيجي |
عسى تشفى بنورك مُقلتانِ |
فمن يروي غصونَ الآسِ شوقًــا |
لــهُ لا ريب تهفو جنَّتانِ |