أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: النسخة الأصلية منك !

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2008
    العمر : 51
    المشاركات : 137
    المواضيع : 39
    الردود : 137
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي النسخة الأصلية منك !

    صباح الخير أيتها الكسولة، ليس من عادتك التأخر في النوم
    عزيزتي، ما بك ؟
    هل أنت بخير ؟ ..
    دعني أولا أحكي لك ما رأيت في منامي قبل أن يلتهمه النسيان،
    لقد وجدت نفسي في موقف محرج حيث كنت أتولى مسؤولية تنظيم حدث كبير أو هكذا بدا لي.
    شعرت بقلق شديد، و قلت : بكل تأكيد، أنا لا أحب الوقوع في الخطأ، خاصة عندما يتعلق الأمر بمسؤولياتي و أكره الفشل أو أن أخذل من حولي.

    اجتاحت أفكاري هاته خفقات قلبي المتسارعة و أنا أتصبب عرقا، وكانت صورة الفشل تلوح في ذهني. و رأيت نفسي كأني أتذكر كيف أن كل التفاصيل الصغيرة قد تؤثر في نجاح الحدث أو فشله.
    على الرغم من الجهود التي قد أبذلها، زاد الضغط علي، حتى شعرت بأني أغرق في بحر من المخاوف.
    لكنك كقبس من نور ظهرت أمامي
    يا إلهي قبس من نور..! ماذا تعني هذه الغراميات يا عزيزتي ؟
    اعترفي ماذا اقترفت من أخطاء ؟
    اعترفي و سأسامحك.. فقط بسبب عباراتك التي لا أسمعها سوى بالمنام سبحان الله !
    دعني أكمل..! هيا أصمت ..
    حاضر أكملي يا سيدتي العنيفة..
    و أنا في لحظة تأمل، خاطبتني قائلا : من ذا الذي لا يخطئ يا عزيزتي؟
    أتدرين إذا فسد الحليب، فإنه يصبح زبادي. و الزبادي أغلى من الحليب. وإذا ساء الأمر فإنه يتحول إلى جبن، وهو أكثر قيمة من الزبادي والحليب.
    وإذا تحول عصير العنب إلى حامض، فإنه يتحول إلى نبيذ، وهو أغلى من عصير العنب.
    أنت لست شخصًا سيئًا لأنك ارتكبت أخطاء أو خائفة من ارتكابها. الأخطاء هي التجارب التي تجعلك أكثر قيمة كإنسانة لها كيان و وجود..
    لقد ارتكب كريستوفر كولومبوس خطأ ملاحيا أدى به إلى اكتشاف أمريكا.
    أما خطأ ألكسندر فليمنج قاده إلى اكتشاف البنسلين.
    لا تدعي أخطاءك تحبطك.
    ليست الممارسة هي التي تصنع الإنسان، بل الأخطاء التي نتعلم منها!

    هل أدركت يا توأم روحي أن الأخطاء جزء من التعلم والنمو، وأن عليك تقبلها كجزء من الحياة. !؟.
    و ماذا بعد ؟
    انتهى الحلم طبعا ما رأيك؟

    هل أنت متأكدة أني من وهبتك المعلومات و النصائح هاته!؟ و هل كانت لديك هذه المعلومات من قبل ؟
    نعم أنت بالفعل و صراحة لم أتذكر قراءة ما زودتني به من حكم في الحلم
    كنت أستمع لتلك الدرر لأول مرة في حياتي..

    أ تدرين أن بالأحلام تظهر نسخة منا أخرى تكون قد عاشت تجارب من قبل و نحن نستفيد منها
    فأنا في زمن ماض ربما كنت أنتمي لمجموعة المثقفين ..

    على العموم يا عزيزي

    أحس أنني أحمل في قلبي عزيمة عظيمة، و أنا مستعدة لمواجهة التحديات بثقة أكبر..و لأخطئ ماذا بعد !؟

    هل يعني أن علي أن أجاريك و أعتبرها رسالة روحية كي أعبر إلى عالم الكتب.
    خرج إلى الشارع و الابتسامة تعلو وجهه..
    و منذ ذلك اليوم أضحت عينه تميل بكل فضول لملاحقة المكتبات غير النظامية التي هاجرت إلى أرصفة الطرقات و استغرب كيف أن شيئا بداخله يحاصره كالتفكير في رسائل الغيب..

    اقترب قليلا من بائع متجول للكتب الجديدة و المستعملة، فوجد نفسه يحمل كتابا تحت عنوان (النسخة الثانية منك !)..

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,523
    المواضيع : 376
    الردود : 22523
    المعدل اليومي : 4.80

    افتراضي

    كثيرا ما تأتي للإنسان رسائل خفية في الأحلام تنتظر من يفتحها ويتعلم منها دروسا وعبر
    وهذا ما حدث له بعد حلم زوجته والذي رأى فيه إنه ربما في زمن ماضي كان بنتمي لمجموعة المثقفين
    فاعتبر إن في حلمها رسالة روحية له ليعبر إلى عالم الكتب ليثقف نفسه بحثا عن النسخة الثانية الأصلية منه.

    بلغة سهلة وسرد بدا واقعيا وبقدرة قوية على النسج كتبت قصة بفلسفة عميقة الفكر والمدلول
    وبصياغة أدبية جميلة .
    بورك الفكر والقلم.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

  4. #4

  5. #5
    الصورة الرمزية آمال المصري
    عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,896
    المواضيع : 402
    الردود : 23896
    المعدل اليومي : 3.87

    افتراضي

    سُمو ينساب من بين السطور وقلبٍ يكتب الحلم وكأنه أسطورة تُروى تحت ضوء القمر

    النص أشبه بمقطوعة وجدانية كتبتها روحٌ مرّت على الحياة فأدركت عمقها،
    وتذوّقت الألم فحاورته،
    ثم أهدتنا حلمًا مشبعًا بالفلسفة والحنان معًا،
    حيث تتحوّل الأخطاء إلى فضائل، والخوف إلى حكمةٍ تمشي على قدمين!
    اديبنا هنا لم تسرد رؤيا… بل نسجت تأمّلًا شفافًا ممهورًا بالبصيرة،
    مزجت الحلم بالوعي، واليقظة بالبوح،
    حتى بدا وكأن "النسخة الثانية منها"
    قد خرجت لتعيد صياغة الإنسان من جديد.

    ما خطّته أناملك اديبتنا الفاضلة ليس ردّ حلم، بل مرآة روحٍ عليا،
    تُبشّر أن الكلمة ما زالت قادرة على الإنقاذ،
    وأنكِ — حين تكتبين — تُشعلين في القارئ ضوءًا خفيًا يدفعه أن يكون أفضل مما كان.

    دام قلمك أرفع من الحلم، وأبلغ من الواقع
    تحياتي لك