أيها الغياب المكتوب كأنك حضورٌ مشوّه...
حين قلتَ:
"أنا غائب عن نفسي كما يغيب ظلّ الغيم في مرآة المطر"
فهمت أنك لا تتحدّث عن هروبٍ عابر، بل عن غيابٍ يتكاثر داخلك،
كأنك تُحاول أن تلمح ملامحك في ماءٍ يرتجف،
ولا ترى سوى الطين.
وحين قلتَ:
"كلّما كتبت عنّي محوتني"
عرفت أنك لا تكتب لتُظهر نفسك،
بل لتخفيها من عينيك،
كأنك تخشى أن تراها عارية من الزيف، صادقة حدّ الألم.
وعندما اعترفت:
"الوقت لا يمضي، أنا من أُفرغ الساعة من عقاربها"
أدركت أن الزمن عندك لا يُقاس بالدقائق،
بل بالدهشة…
وبتلك اللحظات التي لم تُغلق بابها،
فظلّت تتسلّل إليك كتيه لا ينتهي.
وفي قولك:
"كلّ صمتٍ هو رسالة مني إليّ بخط لا يُقرأ"
علمت أن وحدتك مزدحمة،
وأنك تحاور نفسك بلغاتٍ لا صوت لها،
تحاول فكّ الشيفرة… وأنت نفسك القفل والمفتاح.
أما عندما قلتَ:
"أنا القصيدة التي تنسى نهايتها كلما وصلت إلى القافية"
فقد بان أنك لا تخشى النسيان،
بل تخشى أن تكتمل،
لأن الاكتمال عندك موتٌ لمعنى لم يُولد بعد.
وحين أسلمت مفاتيحك لظلّك وقلت له:
"كن لي وطنًا"
أيقنت أن الوطن عندك ليس مكانًا،
بل أثر...
أثر خفيف لشخصٍ كنت تحاول أن تكونه،
ولا زلت تحاول.
وفي النهاية…
حين كتبت نفسك على هامش الصمت،
فهمت أنك لم تكن تبحث عن قارئ،
بل عن نُسختك الضائعة،
التي سترجع ذات غيابٍ قادم،
لتقرأك كما لم يفعل أحد.

نبض الحرف بقوة وبشاعرية محلقة
في خاطرة جميلة أدهشتني صياغتها
تنم عن فكر راق ومشاعر عذبة وأحاسيس شفافة.
دمت وجمال حرفك.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي