أفتح عينيَّ على نافذةٍ بلا وجهة،
كلّ ما أراه انعكاسٌ لشيءٍ أعمق،
شيءٌ يتنفّس في داخلي منذ الأزل.
الوقت يتفتّت كزجاجٍ هشّ،
يتساقط على كتفيّ
كأنّي آخر شاهدٍ على لحظةٍ لم تبدأ بعد.
أسمع خفقًا يتردّد عبر الزمن،
كأنّه سرٌّ يتوزّع بيني وبين العناصر،
هل هو ارتجاف دمي؟
أم تنهيدة الجبال حين يغيّر جلدها البركان؟
أم صدى الضوء وهو يشيخ في الفضاء؟
يمشي الظلُّ أمامي
كأنّه يعرف الطريق أكثر منّي،
أتبعه بخطواتٍ متردّدة،
كلّ خطوةٍ تُعيدني إلى الداخل،
وكلّ التفاتةٍ تكشف بابًا جديدًا في جسدي.
ألمٌ شفيف ينبت مثل زهرةٍ بيضاء،
يضيء عتمة الروح،
يترك عطرًا يلتصق بالذاكرة،
ويمحو أسماء الأشياء.
الليل يتكاثر بلا نهاية،
يرسم خرائط من نجومٍ لا تتكرّر،
كلّ نجمةٍ كلمة،
كلّ مجرّةٍ جملة،
لكن النصّ يظلّ ناقصًا،
كأنّ الكون كتابٌ لم يكتمل.
أمدُّ يديّ إلى الهواء،
أمسك ما يتفلت،
أتنفّس ما لا يُمسك،
وأصير أنا والفراغ
معادلةً واحدة،
وجهين لحلمٍ واحد
لا ينتهي.



رد مع اقتباس


