أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: * الورطة * ق ق ج

  1. #1

    افتراضي * الورطة * ق ق ج


    * الورطة *

    تسلَّل في جنح الظلام، تسّور البيت، دخله دون أن يشعرَ به أحد، هذا هو عمله، لص . . !
    جالَ في البيت، وجد كلَّ شيءٍ لصيقاً بالأرض، لا يوجدُ ثلاجةٌ أو تلفاز، ولا يوجدُ أسرّة، يوجدُ فقط بشرٌ وأسمالْ، تجمَّدَ وسط الصالة، أحسَّ بدمعةٍ تهطلُ من عينه بدون إرادةٍ منه، مرَّ أمامَه شريطُ حياته، تورَّطَ بالتوبة،
    أخرجَ ما في جيبِهِ من نقود، أضافَ إليها السلسلةَ الذهبية، خلعَهَا من رقبته، وضعَ الكلَّ جانباً، وخرج .


    أحمد فؤاد صوفي
    اللاذقية – سوريا الحبيبة

  2. #2

    افتراضي

    لا أدري ، هل السرقة فطرية في الإنسان ، أم هي مكتسبة ،والظاهر أنها تدخل في حب الامتلاك والطمع في المزيد من متاع الدنيا.
    لص أراد أن يمتلك أكثر، ويحب ما في أيدي الناس، لكنه وقع في نزاع بين طمعه وكرمه، فكانت الغلبة للإنسانية والشفقة، فلما وجد الشقة خالية من كل شيء يضمن الحياة ،تبرع بما يملك ،وقد نتساءل : هل هي مسروقات آتية من النشل والخطف ،أم كان يمتلكها عن طريق الحلال؟ سؤال يبقى معلقا لأنه يحتاج إلى تأويل سليم ينبثق من صدق النوايا أو عدمه.
    قصة لم تركز على فعل السرقة، وإنما شخَّصت ما هو إنساني وعاطفي ،ورطوبة القلوب وتقلباتها في الحالات الحرجة، والتراجع عن فعل ما هو شر، واستبداله بالخير.
    القصة تحمل رسالة تدخل فيما هو تعليمي/تعلُّمي وتربوي. صيغت بفنية أدبية متميزة ، فقد تم استدراج القارئ نحو نهاية لم تخطر على باله ، والتي تتجلى في التعاطف مع هذه الأسرة الفقيرة التي تعيش في الحضيض.ومحاولة إنقاذها من الفقر المدقع.
    جميل ما كتبت وأبدعت أخي أحمد فؤاد صوفي.
    تحياتي وتقديري

  3. #3

    افتراضي



    لازلت أؤمن و بشدة بأن الإنسان خيّر أصله ، طيّب طبعه ، رؤوف قلبه و رحيمة روحه
    أمّا ما يحل به لاحقا من ندوبات وما يحيط به من ظلام داكن ليس سوىه مأزق رمته به متغيرات الحياة وأحداثها القاسية.

    إذ تفقده قسوة الحياة نقاء روحه بل تضع في جسده البائس روحا مكدّرة تعبث بكلّ ما يحيط بها.
    فإذا قابلت روح هذا اللص ما يؤلم قلبه ويذكره بصورة بائسة من حياته تغلبت إنسانيته على الشر الوليد في نفسه
    ليصبح هو اليد التي تعطي وليست اليد التي تمتد لتسلب.
    قصة بالغة العمق بحكمتها ـ معبرة ومميزة بمحمولها الكبير.
    دمت بروعتك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي









  4. #4

    افتراضي

    تغلبت النزعة الإنسانية في قلب هذا اللص على النزعة الإجرامية
    لتأثره بما رأى من رقة حال أصحاب هذا البيت فأعطاهم ما يملك وخرج.
    قصة ترسم صورة نفسية لنموذج إنساني تحرك في قلب لص.
    ومضة إنسانية جميلة عالية المبنى والمعنى ومؤثرة.
    سلمت ودام إبداعك.

  5. #5

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
    لا أدري ، هل السرقة فطرية في الإنسان ، أم هي مكتسبة ،والظاهر أنها تدخل في حب الامتلاك والطمع في المزيد من متاع الدنيا.
    لص أراد أن يمتلك أكثر، ويحب ما في أيدي الناس، لكنه وقع في نزاع بين طمعه وكرمه، فكانت الغلبة للإنسانية والشفقة، فلما وجد الشقة خالية من كل شيء يضمن الحياة ،تبرع بما يملك ،وقد نتساءل : هل هي مسروقات آتية من النشل والخطف ،أم كان يمتلكها عن طريق الحلال؟ سؤال يبقى معلقا لأنه يحتاج إلى تأويل سليم ينبثق من صدق النوايا أو عدمه.
    قصة لم تركز على فعل السرقة، وإنما شخَّصت ما هو إنساني وعاطفي ،ورطوبة القلوب وتقلباتها في الحالات الحرجة، والتراجع عن فعل ما هو شر، واستبداله بالخير.
    القصة تحمل رسالة تدخل فيما هو تعليمي/تعلُّمي وتربوي. صيغت بفنية أدبية متميزة ، فقد تم استدراج القارئ نحو نهاية لم تخطر على باله ، والتي تتجلى في التعاطف مع هذه الأسرة الفقيرة التي تعيش في الحضيض.ومحاولة إنقاذها من الفقر المدقع.
    جميل ما كتبت وأبدعت أخي أحمد فؤاد صوفي.
    تحياتي وتقديري
    -----------------------------
    أخي الأديب الكريم/ الفرحان بو عزة المحترم ،،
    جميل ومبدع تحليلك ، نعم تقلبات النفس البشرية بين خير وشر من الصعب التنبؤ بها ورصدها ،،
    فهي تجيء وتنفجر فجأة، وتؤثر على النفس بقوة ،،
    تحياتي لك وامتناني ،،

  6. #6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة


    لازلت أؤمن و بشدة بأن الإنسان خيّر أصله ، طيّب طبعه ، رؤوف قلبه و رحيمة روحه
    أمّا ما يحل به لاحقا من ندوبات وما يحيط به من ظلام داكن ليس سوىه مأزق رمته به متغيرات الحياة وأحداثها القاسية.

    إذ تفقده قسوة الحياة نقاء روحه بل تضع في جسده البائس روحا مكدّرة تعبث بكلّ ما يحيط بها.
    فإذا قابلت روح هذا اللص ما يؤلم قلبه ويذكره بصورة بائسة من حياته تغلبت إنسانيته على الشر الوليد في نفسه
    ليصبح هو اليد التي تعطي وليست اليد التي تمتد لتسلب.
    قصة بالغة العمق بحكمتها ـ معبرة ومميزة بمحمولها الكبير.
    دمت بروعتك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    -----------------------------
    ما شاء الله ، تحليل ممتع وصحيح ويستحق خمس نجوم ،،
    سعدت بك جداً ،،
    تحياتي لك ،،










  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسيل أحمد مشاهدة المشاركة
    تغلبت النزعة الإنسانية في قلب هذا اللص على النزعة الإجرامية
    لتأثره بما رأى من رقة حال أصحاب هذا البيت فأعطاهم ما يملك وخرج.
    قصة ترسم صورة نفسية لنموذج إنساني تحرك في قلب لص.
    ومضة إنسانية جميلة عالية المبنى والمعنى ومؤثرة.
    سلمت ودام إبداعك.
    -------------------------
    أديبتنا الكريمة/ أسيل أحمد المحترمة ،،
    نعم، النزعة الإنسانية تبقى كامنة في الإنسان ولا تغيب، وتظهر في ظروف قد تكون ظروفاً غريبة أو استثنائية ،
    وقد يتفاجأ بها أصحابها ومن حولهم من أقرباء وأصدقاء ،،
    أعجبني تحليلك لصدقه وقربه ،،
    دمت بخير ،،

  8. #8

    افتراضي

    نصُّك اديبنا الفاضل ليس مجرد سردٍ لأحداث، بل هو شهادةٌ على عمق الضمير الإنساني في لحظة الانكسار والاعتراف.
    لقد حولت فعل السرقة المادي إلى تأملٍ روحيٍّ صارم، حيث يصبح اللصّ محكوماً على نفسه قبل أن يُحكم على العالم من حوله.
    كل وصفٍ من جنح الظلام إلى مرور شريط الحياة أمام عينيه، دقيقٌ كالسيف، يقطع سطح الحدث ليكشف عن الجوهر.

    براعتك في التناقضات تكمن في إبراز العزلة المطلقة .. بشرٌ وأسمال فقط، لا ثروات، لا أجهزة، لا ملاذ مادي، وكل ما يملك هو ضميره. وأنت تجعل القارئ يُراقب اللحظة وكأنه يشارك الضمير نفسه، فتصبح القطعة درسًا في الصمت الذي يصرخ، واللحظة التي تهز الروح قبل العين.

    تحية لك على هذه السيطرة البلاغية، والقدرة على تحويل أبسط المشاهد إلى مرآة للوعي والضمير، ودليل أن الأدب الحقّ لا يُسرد فقط، بل يُصوَّت ويُحسَّس.
    تقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي