الحـــــــــــــــالـــــ م
قصة قصيرة
الشمس تحاول التسلل من النافذة التي أسدلت الستائر عليها فمنعت حتى دخول الهواء ..
والأثاث الفاخر والأجهزة الالكترونية الحديثة المتطورة فشلت في إضفاء لمسة جمالية واحدة على الغرفة الصامتة ، المقفرة ، رغم جو الحركة الذي تعج فيه ..
مرافق يدخل
مرافق يخرج
اتصالات هاتفية
رنين الجوال الذي لا ينقطع
رسائل قصيرة تدوي بنغمتها المميزة
أما هو
فقد جلس إلى مكتبه
حزينا
صامتاً
تحس في ملامحه بعظم الثقل الملقى على كاهله ...
كان يلقي أوامره في وقار
يوجه هذا
ويخاطب ذاك
وفي لهفة ينظر إلى أي رسالة أو مكالمة وكأنما ينتظر خبراً يساوي حياته كلها ...
وهنا
اندفع أحد مرافقيه إلى القاعة
وصاح ولهاثه يتقطع
- الحق يا أبو ....
غزة تحترق ....
وهنا
ارتسمت ابتسامة على وجهه الصامت لتحرك فيه نشوة الانتصار
استدار إلى النافذة
فتح ستائرها ليلقي نظرة على جو الحرب الدائر في الخارج
وقال وهو يغمض عينيه بانتشاء
أخيييراً ...
يا غزة ...
وكان الحلم يقوده إلى مسافات أبعد ألف ألف مرة ....
**************
أبو فارس 2007



رد مع اقتباس
ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل
