|
تُرى هل جاء في التّـوراة |
أنّ الخيـر فـي يُتمـيْ ؟! |
وأنّ الأرضَ حيـن أمـوتُ |
تُصبـحُ جنّـةَ السِّلـمِ ؟ |
وكيف يُصـادرُ التّلمـودُ |
حَقَّ الطّفل فـي الحُلْـمِ ؟ |
وأعجبُ كيف تُردي الحقَّ |
يـا مُحتـلُّ بالـزّعـمِ ! |
تُصلّـي ثُـمّ تُصليـنـي |
لهيبـاً كـاويـاً يُـدمـي |
تَشبُّ بشهـوة الكبريـت |
تُحرقنـي مـع الـكَـرمِ |
تُقيـم شعائـرَ الأجـداد |
فـي تاريخـك القـومـيْ |
مِـن التّقليـل والتّنكيـل |
والتّشـريـد والـهَــدمِ |
ووحدي في مهبّ الرّيـح |
لا أهـلـي ولا قـومـيْ |
تُحاصـرنـي وتمنعـنـي |
مـن المصبـاح والـنّـومِ |
مـن الميـلاد والأعـيـاد |
والألــوان والـرَّسـمِ |
وبالسّكـيـن تطعنـنـي |
وقد ثَمِلَـتْ مـن السُّـمِّ |
وتفتحُ شارعاً في الصّـدر |
تستولـي علـى لحـمـيْ |
وتقطعُ منه رطـل العيـد |
تلعقنـي إلــى العَـظـمِ |
ولا يعنـيـك شــلاّلٌ |
مــن الآلام والـــدَّمِّ |
ومَن ستخـافُ فـي دُنيـا |
مـن العُميـان والصُّـمِّ ؟ |
فعُـد بمحاكـم التّفتيـش |
فـي غرنـاطـةَ الـيـومِ |
ودَنّس مُصحفـي وافجـرْ |
بمـا أُوتيـتَ مـن إثـمِ |
وحــاول أن تُـسـوّدهُ |
بغـاز الحقـد والفـحـمِ |
وحــاول أن تُلطّـخـهُ |
بزيـت الغِـلِّ والشّحـمِ |
تراهُ يُشـعُّ رغـم اللّيـل |
والإطبـاق "بالنّـجـمِ" |
ويرسمُ في خُطى "الإسراء" |
خَـطَّ نهـايـة الظُّـلـمِ |
فقرآنـي يَضـخُّ الـنُّـورَ |
في روحي وفـي جسمـيْ |
ويَشحنني بعصف الرّيـح |
والأمـواج فـي الـيـمِّ |
فعُـضّ ولكـن احذرنـي |
فلن تقوى علـى قضمـيْ |
فلحمـي ناشـفٌ مُــرٌّ |
ومُستعصٍ علـى الهضـمِ |
وعظمي صَخرُ هذي الأرض |
والفُـولاذُ فـي عظـمـيْ |
سيكسـرُ فَكَّـكَ المحشـوَّ |
بالإعـجـاب والـوَهـمِ |
وذرّاتـي مـن الـبـارود |
والسِّجيـلُ فـي دَمّــيْ |
فحـاذر حيـن تلمسنـي |
لأنّ بداخلـي لُغـمـيْ ! |
|
|
الله الله أيها الشاعر الغائص في جرحنا حتى النخاع .. والمحلق بصمودنا حتى الثريا
جميل جميل هذا الإباء الذي يستعصي على كل محاولات الباغي .. فأينا المسكين حقا نحن ؟ أم هو ؟
تقبل خالص التحية والتقدير
ودمت بخير وعافية وإبداع وألق