الرُّبان
إلى أخي الشّاعر خميس لطفي
في دُجى اللّيل اقترب قمراً مُعظمُ الأقمار تبتعدُ
أنت رُبّانٌ لرحلتنا والسّفينُ الرُّوحُ والجسدُ
فاركب الأمواجَ عاليها أنت في الإبحار مُنفردُ
كم مُحيطاتٍ عبرتَ بها قبل أن يرتادها أحدُ
هادئَ الأعصاب مُبتسماً بينما الأطوافُ ترتعدُ
كيف يخشى البحر مُحترِفٌ وعلى الجبّار يعتمدُ ؟
يالكنـزٍ في جزيرته مُستحيلٍ دونه أسدُ
عُدتَ يا رُبّانُ تحمله لؤلؤاً يُغري ويتّقدُ
حرفُك السّحريُّ يُبهرُنا يشتهيه القلبُ والكبدُ
فالأماني حين تقطفها للجمال المُشتهى تلدُ
تنتشي بالعِطر مُبتكَراً وبعِقد الحُسن تنعقِدُ
والمعاني بعد فُرقتها حينما تُرضيك تتّحدُ
تَشحذُ الإصرارَ في دمنا إن تراخى العَزمُ والجَلدُ
بالعُلا بالعزّ تشحننا والأغاني في الوغى مَددُ
مِن فلسطينَ اقترب قمراً مُعظمُ الأقمار تبتعدُ
من منافي الأرض عُد وتداً وانغرس في الأرض يا وتدُ
أنت رُبّانٌ لرحلتنا والسّفينُ الرُّوحُ والجسدُ
فاركب الأمواجَ عاليها أنت في الإبحار مُنفردُ