سقى الروحَ من بئرِ التورِّعِ وارتوى و أُسكرَ من دنِ الهيامِ و ما غوى
فمن سحرِ هاروتٍ حبائلُ سحرِهِ ومن خمر (قطربّل) ومن كرمِ نينوى
يغرِّدُ في غابٍ يموسقُ لحنَهُ وإن طالَ ليلُ الهجرِ في سُهدِهِ عوى
كذئبٍ يشقُ الليلَ ناباً و مخلباً يراصدُ سربَ الحُسنِ حتى إذا أوى..
..تكشَّرَ عن نابٍ و مزَّقَ بُردةً من الطُهرِ تخفي من نواياهُ ما نوى
كأفعى و ما أدراكَ ما سمُ نابِهِ؟!! وقد فاقها فتكاً وقتلاً بما حوى !!
ويبدو بريئاً إن تلوّى وقد ترا هُ يفحُّ السمَّ مُستنفرَ القوى
"تراهُ إذا ما جئنهُ مُتهلِّلاً " ويسفرُ عن نابٍ صقيلٍ إذا انزوى
وينسجُ بُرداً من (حريرٍ) مزيّفٍ ويحبكُ ألواناً من الإفكِ إن روى
و يغرقُ أدغالَ الغرامِ بِشِعرِهِ فيزهرُ من بيدِ المحبةِ ما ذوى
ويمشي على رمضاءِ وجدِ وما اشتكى ويزعمُ درباً – مستقيماً – قد التوى
و يُشرعُ أبواباً لأسرِ ضيوفِهِ ويوسمُ منهم من تعجّلَ او ثوى
فغايتُهُ الكبرى بموسوعةِ الهوى يُحددُ مَن أسقاهُ منهم ومن كوى
وقتلاهُ كُثرٌ لا يطببُ نزفهم ولن ينفعَ المفؤودَ دَلوٌ من الدوا
يقلِّبُ أشلاءً ويشربُ نخبهُ ويثملهُ ريحُ الشواءِ إذا شوى
كأعجازِ نخلٍ بين أغصانِ شوكِهِ فمنهنّ مَن يُسقى و منهنَ من خوى
وكم طالَ من أعناقِ غيدٍ بحبِّهِ و كم قصَّ مما يشرأبُّ وكم لوى
يبغددُ في تيهٍ على عرشِ مكرِهِ ويُرسلُ جُنداً لا تُردُ إذا استوى
ولازالَ يُصبي في سراديبِ عِشقِهِ فما صدَّهُ هجرُ ولا شفَّهُ جوى
فماذا أسمي ؟! مَن يحيطُ بوصفِهِ ؟! و ما قيسُ إن انصفتُ إسكندرَ الهوى
الجمعة 12/7/1431 هـ








