فراشات النار
عزاءُ المآقي أن يجفَّ غديرُها وملجأُ أطيارِ الفؤادِ وُكورُها إذا أسبغتْ شمسٌ عليكَ ضياءَها وضمّتكَ شوقاً واحتواكَ بكورُها فلا تنأَ في ذكرى ليالٍ مريرةٍ تراختْ حُميّاها وغاضتْ بحورُها رويدَ الهوى ما الشوقُ إلا ثُمالةٌ إذا أسِنتْ ملّ الشرابَ سميرُها وما كان قتّالاً ولا كان أحبُلاً تشدّ بأيدٍ ما يُفكُّ أسيرُها وما للغواني سطوةٌ غير أنه تغرّرُ بالنفس المنى فتُبيرُها رأى سندبادُ العشق حُلْماً فظنّه ينابيعَ يدعوه اشتياقاً خريرُها وأبصرَ أطيافاً تناديه مثلما رأتْ لجّةً بلقيسُ يجري نميرُها ولم يدر أنّ الدربَ تيهٌ وأنها قوافلُ لا يرجو وصولاً مسيرُها وخضتُ غمارَ الحبّ حتى وجدته عصافيرَ طيرٍ هابَ منها صقورُها فراشاتُ نارٍ أسكرتْها عيونُها ولم تتساءلْ يا تُرى ما مصيرُها؟ فكل مواعيد الغرامِ مصارعٌ وكلّ دروب الحبّ أعمى بصيرُها



رد مع اقتباس


