المطرُ يعتذر
يستسمح المطر المصلوب: "معذرةً=إذا هطلتُ ولم أُسفِرْ عن العُشُبِ
ما عدتُ ماءً .. فهل مرّ الشتاء به=أم هل سيطلع من تعويذة الحُجُبِ
وينحني للندى .... لكنه تَعَبٌ=وليس ينبتُ في حوضٍ من التَعَبِ
فمن تكبّد ذبحي غيرَ مُرتَدِعٍ=بمن أَتَوْها على عِلْمٍ بِمُنْقَلَبِ
إذ حاق بالخشبِ المُحتالِ مسغبةٌ=وبُرِّئَ الغيمُ مما حاقَ بالخَشَبِ
الأرضُ مرّت تَعُدُّ الأرضَ من جِهَتِي=وتُخطِئُ العَدَّ مِنْ لَغْوٍ ومِنْ صَخَبِ
ولستُ أَمْلِكُ مِمَّن يَصْرُخُونَ بِهَا=أمراً.. وجرحي على لَحْدَيَّ يصرخُ بِي :
يا أنتَ.. مِتَّ.. فهلاَّ نِمتَ مُرْتَضِياً=أو فِرَّ مِنْ نُسُكٍ مَشؤومَةِ الغَضَبِ
لم يَبقَ فيّ سوى جرحٍ وخاصرةٍ= وما لم تَطُلْهُ –قليلٌ- وِجهةُ العَطَبِ
هل من سيبعثُنِي غيماً بلا وَجَعٍ=ويدرأُ الخَشَبَ المُحتالَ عن قَصَبي؟"
قصيدة جميلة من شاعر جميل
دمت بتألقك
وتقبل مودتي