السّلام عليكم أستاذنا الكاتب حمادي
لا شكّ أنّ القصّة اجتماعيّة ناقدة، وتحوي بين سطورها فلسفة معيّنة جاءت على لسان البطل السّكّير، ومن ثمّ تدخّل الرّاوي لدحض (فلسفة) هذا السّكّير...
اسمح لي أستاذ حمادي بإبداء الرّأي في بعض النّقاط:
لقد ظهرت شخصيّة نور الدّين الصّالحي، الذي كان اختيار الاسم لها موفّقا جدّا في عكس السّخرية ، بصورة سلبيّة - مثلما جاء على لسان الرّاوي - إنّه رجل شديد السّكر (شدّة سكر الأستاذ...)
مع تقدّم الأحداث وبوقت قصير( الوقت الذي احتاجه ليمشي مئة متر) نراه فيلسوفا، يحمل آراء الفكر الوجودي، ويتحدّث وكأنّه (نيتشه)، ويحلّل مواقف، لا أدري لم ارتبطت جميعها بالله وسلطته، وعدله وغيره؟! هل كان ذلك لأنّ من طلب أن يقرضه مبلغا من المال جاره الذّاهب إلى المسجد ؟
وهو يحتاج و لم يعثر عليها، ممّا ينفي حتميّا وجود أي تدبير الهي فيما يدور في الكون.
وهذا يثبت دون ادنى ريب غياب مفهوم أساسي هو الثواب والعقاب.
لقد أثبت الخالق (هذا لو فرضنا جدلا وجوده) بمنحي ما لا استحق انحيازه التاريخي ضدّ طبقة البروليتاريا!
هنا أرى صعفا في السّبك، فلا يمكن لسكّير أن يحلّل هذا التّحليل؛ ليعرض فكره الرّافض لوجود الله، بعد أن اعترض على التدبير والعدل الإلهي في الكون
والثّواب والعقاب ( ربّما أجبتني بأنّ هذا التّخبّط يعكس أنّه مخمور) ... لكن تبقى الفكرة المطروحة على لسانه لمفكّرين ملحدين!
في الفقرة الأخيرة... يسمع صوت الرّاوي محلّلا لما تلفّظ به البطل، ومخفّفا من حدّة فكرِ سكره، مدافعا عن العدل الإلهي وغيره... وكأنّي به يريد إنقاذ سفينة الإيمان بعد أن أغرقها بالكفر على لسان سكّير، لا يعاقب؛ بحجّة عدم وعيه وإدراكه لما يقول.
أظنّ أنّ الأستاذ حمادي يستطيع أن يعرض أيّة قضيّة، ويعالجها، دون أن يأتي بفكر _ ربّما يؤمن به، وربّما لا _ على لسان بطل تصعب محاسبته؛ لحماية نفسه من النّقد؛ لأنّ ما جاء من أفكار يمسّ بمبادئ كثير من المؤمنين بالله وعدله !
أتمنّى ألّا يزعجك رأيي
تقديري وتحيّتي