| 
 | 
أرجحتني على هواها حبالي  | 
 بين حُلمٍ وواقعٍ ومُحالِ | 
كذب الشّعرُ إذ تعاظمَ فخرًا  | 
 وكأنّي بحِيْرَتي لا أُبالي | 
لستُ طوْدًا، ولستُ يا شِعْرُسيْفًا  | 
 لستُ صقرًا على أعالي الجبالِ | 
أناْ روحٌ مُسافرٌ عُمقَ صمتي  | 
 حائرًا، مُتعَبَ الخطى في خيالي | 
ذرفتني السماء نجمةَ شعرٍ  | 
 لمّتِ الضوءَ من بقايا زوالِ | 
لحظةَ التّوْقِ كنتُ طفلاً بريئًا  | 
 ذائبًا كالحياء في أسمالي | 
لا أُجيدُ الغناءَ في حفلِ يُتمي  | 
 بَيْدَ أنّي كَسَبتُ جاهي ومالي | 
لطمتني صروف دهري كثيرًا  | 
 وتقمّصْتُ وِقفةَ الأبطالِ | 
ثُرْتُ واجتَحْتُ حَيْرَتي بالتحدّي  | 
 وتفكّرتُ في صروف المآلِ | 
لم أكُنْ قطُّ في حياتي جبانًا  | 
 أناْ مثلُ الأنامِ في كُلّ حالِ | 
تعتريني شجاعتي ذاتَ حينٍ  | 
 ومِرارًا يهزُّني زلزالي | 
حين يهمي الظلامُ مُزنَةَ  شوْقٍ  | 
 أنزوي خلفَ أحرفي وابتهالي | 
مُسْتَفَزٌّ دمي، عَزومٌ ندائي  | 
 مستهامٌ بأمنياتِ الوصالِ | 
حشد الضوءُ جيشهُ في جفوني  | 
 وغزا الليلُ أضلعي بانشغالي | 
رجلًا كُنتُ في دقائق عُمري  | 
 اقضُمُ العُمرَ مثل باقي الرجالِ | 
كسرتْني وعودُ من لم يجيئوا  | 
 قذفتني لوحدتي وانعزالي | 
أنتِ لا تفهمينَ ساحرَ شِعرٍ  | 
 تتخطّاهُ روحُهُ للضّلالِ | 
تَنشُدين الكمالَ من مُسْتَثارٍ  | 
 لا تثوري، فلستُ عَبْدَ الكمالِ | 
سدّدي رميةً لعُمقِ فؤادي  | 
 أو أريحيهِ من عناءِ السؤالِ | 
لن تنامي على أسرّةِ وَرْدٍ  | 
 إن زرعتِ الأشواكَ في أوصالي | 
أقصِري عنْ لجاجةِ الشّكّ يا من  | 
 فيكِ أُنثى تضمّخَتْ بالجمالِ | 
بادريني بما لديكِ ترَيْني  | 
 مُغدِقَ الروحِ من فنونِ الدلالِ | 
أناْ أرضٌ تعُجُّ بالزهرِ نبتًا  | 
 نظرةٌ منكِ تستبيحُ احتلالي | 
لا أُطيقُ الرياحَ تجتاحُ وجهي  | 
 والصراعاتِ تستبيحُ اغتيالي | 
خذلتْني النجومُ إذ كُنتُ بَدرًا  | 
 أبذُلُ النورَ في عيونِ الليالي | 
أسمِعيني النشيجَ ولتسمَعِيني  | 
 تعِبَ الحُبُّ من ضجيجِ القتالِ | 
حمّليني ما شئتِ من أمنياتٍ  | 
 وخذي الشعرَ مُغدق الارتجالِ | 
أرجحيني على حبالِ هيامٍ  | 
 أغرقيني بسوْرةِ الإنفعالِ | 
أجّجي ما تشائين في بحرِ قلبي  | 
 غيْرَ هذا الخنوع والامتثالِ | 
سرّحي شَعرَ ليْلتي..، هدهديها  | 
 داعبيها بالقصّ كالأطفالِ | 
أنتِ أُمُّ الجراحِ، كوني رؤومًا  | 
 إن تمادَتْ بالنزفِ والإبتلالِ | 
أوجعيني بالكيّ علّيَ أبرا  | 
 أنقذيني من حيْرَتي والهزالِ | 
أو فغيبي عن النهارِ بعيدًا  | 
 مثل كلّ الشموسِ في الاصالِ | 
دعْكِ منْ حُرقةِ اللظى في جنوبي  | 
 واسكني الثلجَ في أقاصي الشمالِ | 
كُنتُ ما كُنتُ..، شاعرًا أو دعيًّا  | 
 وارتكبْتُ الذنوبَ حين انفعالي | 
لم أقُلْ أنني نبيّ زماني  | 
 ربّما قدْ تعِبْتُ من أحمالي | 
صفّدتْني الخطوبُ حتّى كأني  | 
 صرتُ بعض الحديدِ في أغلالي | 
لمْ تُصِبْ غيمةُ الرجاءِ يباسي  | 
 أدبَرَتْ بالرواءِ خلف الجبالِ | 
لستُ منْ يشتكي، ولستُ كتومًا  | 
 بين هذا وذاك أُلقي رحالي | 
أشرعَ الدهرُ بابَهُ  لرؤانا  | 
 لا تجوري عليْهِ بالأقفالِ | 
إن تَفيضي عليّ نهْرَ حنانٍ  | 
 أو تشُحّي عليّ بالإطلالِ | 
سوفَ أبقي على الندى في يميني  | 
 وليدُمْ مُضرَمُ الشعورِ ببالي | 
أتلظى، وأتّقي، وأُماري  | 
 أتمنّى وأنتشي وأُغالي | 
هكذا كُنتُ سائرًا وسأبقى  | 
 بين حُلمٍ وواقعٍ وخيالِ |