العزّ للإسلام
وَبَشِّر إِنْ لقيتَ جموعَ صَحبي
بأرضِ اللهِ أُسداً لا تُبَالي
وَأَبْلِغْ إِنَ عرضْتَ رؤوسَ كفرٍ
وأَهلَ الذلِّ أَشباهَ الرِّجالِ
بأنَّ الدّينَ منصورٌ وربّي
كما طَلَعَ الصّباحُ من الّليالي
وأنَّ العزَّ للإسلامِ أصلٌ
ولو كنَّا على بطنِ الرِّمالِ
وأنَّ الذّلَّ فيمنْ حادَ عنْهُ
وَلَو سُمْوا بَأصحابِ المعالي
سَيَـبْقى الدّينُ في الآفاقِ يعلو
كما تعلوا الأََسنّةُ والعوالي
ولن يَـفْنى بموتِ فلانَ عنهُ
فقد ماتَ الرَّسولُ فَظلَّ عالي
كذا الصِّديقُ والفاروقُ ماتا
وذو النورينِ والصحبُ الأَوالِ
فَهلْ ماتَ الجهادُ؟ وهلْ توانا
دعاةُ الحقِّ عن خوضِ النِّـزالِ
وهَلْ خبتِ الفتوحُ بموتِ زيدٍ
وعمروٍ في ميادينِ السِّجالِ
فبالإِسلامِ قد عُرِفَ الرِّجالُ
وليسَ الحقُّ يُعرفُ بالرّجالِ
وهذا الدّينُ يعلو دونَ مالٍ
ويعلو فوقَ عاليةِ الأَعالي
ويَنصُرهُ الإِلهُ بلا رجالٍ
ودونَ السّيفِ أو رمي النِّبالِ
ولكنْ يَـبْتَلي بعضاً ببعضٍ
لِـيُنـِْبي عن مخبأةِ الخصالِ
فيرفعُ من يشاءُ ويصطفيهِ
وُيَخفضُ من يشاءُ ولا يُبَالي
فلا تغترَّ بالطَّـاغينَ لمـَّّا
تقومُ جيوشُهُمْ مثلُ البغالِ
فما فرعونُ كان أقلَّ فَتْكَاً
ولا النمرودُ في سوءِ الفعالِ
فكانَ الخِزيُ حظَّهُما ورُدّا
لنارٍ. خابَ أَصحابُ الشِّمالِ
وما قارونُ كانَ أقلَّ مالاً
ولا نجَّاهُ لـمَّا قالَ: مالي
بل انخسفَتْ به سبعٌ طباقٌ
فصارَ وما حَواهُ إِلى الزَّوالِ
فلا تغترَّ فيما قَدْ حَوَوْهُ
فكمْ باهتْ به الأُمَمُ الخَوالي
فلا الأَموالُ ترفعُ ذو هوانٍ
ولا العددُ العديدُ ولا الموالي
وإِنَّ العزَّ للإِسلامِ باقٍ
بقاءَ اللهِ ربِّي ذي الجَلالِ
فَقَدْ تَركَ الحبيبُ لنا طريقاً
تَلأْلأَ مثلَ لأْلأةِ اللآلي
وقالَ :شريعتي هديٌ لديكم
فَشُدُّوا باليمينِ على الشِّمالِ
وَحَضَّ على الجهادِ لنشرِ دينٍ
عظيمٍ قد تألَّقَ في الأَعالي
بآياتِ المفصَّلِ بيناتٍ
وأُخرى في المِئِينِ وفي الطِّوالِ
فَفِي الأَنفالِ آياتٌ عظامٌ
تَحضُّ المؤمنينَ على القتالِ
وأُخرى في براءةََ عقدُ بيعٍ
لنيلِ الخلدِ في دارِ النَّوالِ
فَأوهبَ واشترى ربّي نفوساً
وأموالاً وثَـمَّنَها بِغالِ
وأَوعدَ جنّةَ المأْوى مآلاً
وأَنْعِمْ بالمثوبةِ والمآلِ
فآياتُ الكتابِ تحضُّ فينا
لِنَنْفرَ مِنْ خِفافٍ مَعْ ثِقالِ
فإنْ رامَ الطُّغاةُ لها زوالاً
ومَنُّوا النّفسَ وهماً بالخيالِ
فقدْ شَقُّوا لأَنفسهم طريقاً
يقودُ إلى النّدامةِ والوبالِ
فقدْ حفظَ الإِلهُ كتابَ ذكرٍ
سيبقى داحراً ظُلْمَ الضَّلالِ
ويبقى داعياً لجهادِ كفرٍ
تمادى بالتَّجبرِ والتَّعالي
فأَبلغْ كلَّ طاغيةٍ حقودٍ
تَقَلْبَ في النعيمِ وفي الدَّلالِ
بأنَّ النَّارَ مَرجعُكم مهاداً
وللغَسَّاقِ مع طينِ الخبالِ
وإنْ شاءَ الإِلهُ سنعتليْكم
بسيفِ الحقِّ دوساً بالنِّعالِ
وأَخبرْ إنْ لقيتَ جموعَ صحبي
بأنْ يَدعوا لأحبابي وآلي
من أشعاري



رد مع اقتباس