سلاماً يا صبا بردى
يبث الشــوق مـنـفردا
يـنادي أين من نهضوا
وجـبّوا الحزن والكـمدا ؟
وأين الصحب وا أسفا
أما منكم هــنا وردا ؟
شكى الآهات وطـأتها
شـكاهـا عُــدّةً عــددا
ألا هـبّــوا أحـبّـتـنا
فــلا شــأوٌ لمن رقــدا
وأين الجــاهُ من أُنُـفٍ
أمِــن وجــهٍ يـمـدّ يــدا ؟
دمــي القـاني يُـناشدكم
يُـناجي الروحَ والجـسدا
تـناهى شــجو غوطــته
وواســى ريـفَــه جَــلـدا
وهــذي الحـرّة ابتهلت
وهــام الحــرّ مـتــئــدا
ورقّ الفجر منتخيا
بــوادٍ للضــمير شـــدا
وجـسرٍ من أضالعكم
عـلى عـنق الحــيا وفــدا
دنـت ساعـات حـوبـتـنـا
دمــوعــاً أزهـرت شُــهــدا
سلاماً يا صبا بردى
لك الماضــي ومن ولــدا
سيحكي النصر منتشياً
بــأنّ اللــه قــد وعـــدا
وأنّ الظلم مرتحلٌ
وتبقى وردة الشـــهدا
تشمّ الشام رقتها
لتستسقي الفِـــدا مــددا
فما الإلحــاد يحجبها
وفرسٌ أدمــنـوا الــفندا
تعالوا إخوتي احتفلوا
وكــونوا للحمــى ضُــمُـدا
سرايا المجــد ساريــةٌ
تــعانــق أبطح الســـعـدا
وعــزٌّ شِــمْـتُـه ألـقــا
تـجـلىّ نــوره غــردا
تغنىّ وهو مبتهجٌ
ســلاما يا صبا بردى