|
تَمَزَّقَتْ كَلِمَاتِي بَيْنَ أَعْيُنِهَا |
حَتَّى مَرَقْنَ لَهَا مِنْ ظُلْمَةِ الوَرَقِ |
فَأَقْبَلَتْ بَعْدَ صَمْتٍ مِنْ يَرَاعَتِهَا |
تَشْكُو إِلَيَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ وَالفَرَقِ |
أَحْبِبْ إِلَيَّ بِهَمْسٍ فِي رَسَائِلِهَا |
مُؤَمِلٍ مِنْ نَفِيسِ القَوْلِ مُتَّسِقِ |
لاَنَتْ قَرِيحَتُهَا مِنْ كُثْرِ مَا قَرَأَتْ |
وَ الشِّعْرُ تَظْهَرُ فِيهِ حِلْيَةُ اللَبِقِ |
وَكُنْتُ أُتْبِعُ فِي أَشْعَارِهَا أُذُنِي |
عُقْبَى تُؤِجِجُ نَارَ الآهِ فِي الحَلَقِ |
حَتَّى انْتَهَى القَلَمُ الجَارِي بِمَا كَتَبَتْ |
بَيْنَ الفُؤَادِ وَبَيْنَ الرُّوحِ وَ الحَدَقِ |
أَشْكُو الأَسَى فِي رُبَى عَمَّانَ مُنْفَرِداً |
وَ أُنْسُ نَفْسِي أَيَادِي الصَّبْرِ فِي عُنُقِي |
تَنَقَّبَتْ بَجِمَالِ الشَّعْرِ فَاتِنَتِي |
واخْضَرَّ فِي رَاحَتَيْهَا مُزْهِرُ الحَبَقِ |
وَ الحُبُّ مُسْتَوْرِقُ الأَفْنَانِ مُحْتَجِبٌ |
يَحُطُّ بِالسُّهْدِ أَثْقَالاً مِنَ الأَرَقِ |
أَخِلْتِ أَنَّ فُؤَادِي عَنْكِ مُغْتَرِب ؟ |
لَولاَ الحَيَاءُ الَّذِي يَدْعُوكِ لِلْحَنَقِ |
لاَ تَخْتَفِي بَيْنَ نَفْسٍ حُرَّةٍ وَ هَوىً |
فَإِنَّمَا نَحْنُ لِلْعُشَّاقِ كَالْوَدَقِ |
حَلِفْتُ عَنْكِ يَمِيناً جِدُّ صَادِقَةٍ |
جَدَّ الهَوَى أَمْ طَوَتْهُ صَفْحَةُ الغَسَقِ ؟ |
سَأَلْتُ رَبُّكِ بِالأَسْحَارِ مَغْفِرَةً |
وَكَمْ دَعَوْتُ بِدَمْعٍ وَاكِفٍ شَرِقِ |
تَجَفَّلَ اللَيْلُ ، وَ الأَكْبَادُ نَاشِزَةٌ |
أُقَلِبُ الطَّرْفَ بَيْنَ النَّاسِ وَ الطُّرُقِ |
يَاكَوْكَبَ السَّعْدِ قَدْ مَالَتْ أَوَاخِرَهُ |
نَحْوَ الحِجَازِ كَحَدِّ الصَّارِمِ الذَّلِقِ |
يَاجَارَنَا ، مُحْكَمَاتُ البَوْحِ تَمْنَعُنِي |
وَلَيَّنَ الصَّمْتُ حَدَّ الصَّبْرِ بِالْقَلَقِ |
أَمَا تَرَى الصُّبْحَ بَيْضَاءَ عَمَامَتَهُ ؟ |
فَمَا سُرَاكَ بِمْكْنُونٍ عَلَى الفَلَقِ |
أُزَاحِمُ الدَّهْرَ حَتَّى لَمْ أَجِدْ سَبَباً |
إِلَى مَدَارِكَ لاَ يُؤْتَى مِنَ الرَّهَقِ |
فَقُلْ لَهَا : لَذَّةُ العُتْبَى تُبَطِّنُهَا |
تَحِيَّةً لَطُفَتْ مِنْ شَاعِرٍ وَمِقِ |
سَأُرْسِلُ الشُّكْرَ مَوْصُولاً بِمَا كَتَبَتْ |
فَإِنْ تَثْنَى ثَنَى القَلْبَيْنِ فِي شَبَقِ |
فَاللِرَسَائِلِ ظِلٌ صَارَ يَجْمَعُنَا |
تَفَتَّحَ الوَصْلُ مِنْهُ عَنْ جَنَى الوَرِقِ |
عمّان 2012.10.09 |
 |