يَا صَاحِبِي

البسيط

حَسْبُ الفُؤَادِ غَرَامٌ غَيْرُ مِعْطَارِ
فَهَلْ أَضِنُّ عَلَى وَاشٍ وَ مِغْيَارِ ؟
فَبِتُّ أُمْسِكُ مِنْ ذَيْلِ الْهَوَى سَبَباً
وَ مُنْتَهَى غَايَتِي رَحْلِي وَ أَسْفَارِي
أَنَا الذِي كَانَ لَيْلِي لاَ صَبَاحَ لَهُ
حَتَّى يَكُونَ عَلَى الْجَوْزَاءِ إِفْطَارِي
يَارُبَّ لَيْلٍ طَوِيلِ الشَّأْوِ أَسْلُكُهُ
عَالٍ مَعَ النَّجْمِ مَحْفُوفٌ بِسُمَّارِ
يَا صَاحِبِي جَرَتِ الأَقْدَارُ مُسْرِعَةً
فَأَبْرَزَتْ عَنْ شَدِيدِ الْعَزْمِ طَيَّارِ
مَا الْعَيْشُ إِلاَّ اصْطِحَابُ الْخِلِّ أَوْ قَلَمٌ
يَهْوَى الْقَوَارِيرَ مِنْ عَوْنٍ وَ أَبْكَارِ
إِنِّي أُصَاحِبُ قَلْبِي فِي صَبَابَتِهِ
وَ أَحْمَلُ الْعِشْقَ مَسْتُوراً بِأَسْتَارِ
يَا تَارِكَ الرُّوحَ ، إِنَّ الرُّوحَ قَائِلَةٌ
يَا رَحْمَةَ اللهِ حُلِّي بَيْنَ أَوْزَارِي
خَوَاطِرٌ مَلَئَتْ عَقْلِي فَأَكْتُبُهَا
نَتَاجُ رَأْيٍ عَلَى دِيبَاجِ أَشْعَارِي
فَلِلدَّمَارِ رُكُودٌ فَوْقَ مَوْطَنَنَا
شَرٌ مِنَ النَّاسِ لاَ مِنْ سِحْرِ سَحَّارِ
يَا طَالِبَ الْمَجْدِ لِلأَوْطَانِ مُجْتَهِداً
قَدِ اسْتَكَنَّ وَ مُجَّ السُّمُّ فِي الدَّارِ
أَلاَ رَأَيْتَ بِعَيْنَيْ شَعْبِنَا أَلَماً
إِلاَّ ذَكَرْتَ رِجَالاً غَيْرَ أَبْرَارِ
كَيْفَ الْمُقَامُ بِأَرْضٍ أَهْلُهَا غَفَلُوا
مَقْسُومَةٍ بَيْنَ أَحْزَابٍ وَ أَحْبَارِ
يَا أَيُّهَا الشَّعْبُ قَدْ ضَاعَتْ دُوَيْلَتَكُمْ
فِي مَحْفَلٍ مِنْ صَنِيعَ الْغَرْبِ خَوَّارِ
حِوَارُ ضِفْدَعَةٍ مَاتَتْ أُخَيَّتُهَا
وَ السَّيْلُ يَجْرِفُهُمْ فِي مَوْطِنٍ هَارِ
لاَ تُنْكِرَنَّ رَحِيلِي عَنْكَ يَا وَطَنِي
عَارٌ عَلَيَّ ، وَ مَا بِالْبُعْدِ مِنْ عَارِ


طرابلس 2014.04.13