جَنَى الرَّسَائِلِ



البسيط


تَمَزَّقَتْ كَلِمَاتِي بَيْنَ أَعْيُنِهَا
حَتَّى مَرَقْنَ لَهَا مِنْ ظُلْمَةِ الوَرَقِ
فَأَقْبَلَتْ بَعْدَ صَمْتٍ مِنْ يَرَاعَتِهَا
تَشْكُو إِلَيَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ وَالفَرَقِ
أَحْبِبْ إِلَيَّ بِهَمْسٍ فِي رَسَائِلِهَا
مُؤَمِلٍ مِنْ نَفِيسِ القَوْلِ مُتَّسِقِ
لاَنَتْ قَرِيحَتُهَا مِنْ كُثْرِ مَا قَرَأَتْ
وَ الشِّعْرُ تَظْهَرُ فِيهِ حِلْيَةُ اللَبِقِ
وَكُنْتُ أُتْبِعُ فِي أَشْعَارِهَا أُذُنِي
عُقْبَى تُؤِجِجُ نَارَ الآهِ فِي الحَلَقِ
حَتَّى انْتَهَى القَلَمُ الجَارِي بِمَا كَتَبَتْ
بَيْنَ الفُؤَادِ وَبَيْنَ الرُّوحِ وَ الحَدَقِ
أَشْكُو الأَسَى فِي رُبَى عَمَّانَ مُنْفَرِداً
وَ أُنْسُ نَفْسِي أَيَادِي الصَّبْرِ فِي عُنُقِي
تَنَقَّبَتْ بَجِمَالِ الشَّعْرِ فَاتِنَتِي
واخْضَرَّ فِي رَاحَتَيْهَا مُزْهِرُ الحَبَقِ
وَ الحُبُّ مُسْتَوْرِقُ الأَفْنَانِ مُحْتَجِبٌ
يَحُطُّ بِالسُّهْدِ أَثْقَالاً مِنَ الأَرَقِ
أَخِلْتِ أَنَّ فُؤَادِي عَنْكِ مُغْتَرِب ؟
لَولاَ الحَيَاءُ الَّذِي يَدْعُوكِ لِلْحَنَقِ
لاَ تَخْتَفِي بَيْنَ نَفْسٍ حُرَّةٍ وَ هَوىً
فَإِنَّمَا نَحْنُ لِلْعُشَّاقِ كَالْوَدَقِ
حَلِفْتُ عَنْكِ يَمِيناً جِدُّ صَادِقَةٍ
جَدَّ الهَوَى أَمْ طَوَتْهُ صَفْحَةُ الغَسَقِ ؟
سَأَلْتُ رَبُّكِ بِالأَسْحَارِ مَغْفِرَةً
وَكَمْ دَعَوْتُ بِدَمْعٍ وَاكِفٍ شَرِقِ
تَجَفَّلَ اللَيْلُ ، وَ الأَكْبَادُ نَاشِزَةٌ
أُقَلِبُ الطَّرْفَ بَيْنَ النَّاسِ وَ الطُّرُقِ
يَاكَوْكَبَ السَّعْدِ قَدْ مَالَتْ أَوَاخِرَهُ
نَحْوَ الحِجَازِ كَحَدِّ الصَّارِمِ الذَّلِقِ
يَاجَارَنَا ، مُحْكَمَاتُ البَوْحِ تَمْنَعُنِي
وَلَيَّنَ الصَّمْتُ حَدَّ الصَّبْرِ بِالْقَلَقِ
أَمَا تَرَى الصُّبْحَ بَيْضَاءَ عَمَامَتَهُ ؟
فَمَا سُرَاكَ بِمْكْنُونٍ عَلَى الفَلَقِ
أُزَاحِمُ الدَّهْرَ حَتَّى لَمْ أَجِدْ سَبَباً
إِلَى مَدَارِكَ لاَ يُؤْتَى مِنَ الرَّهَقِ
فَقُلْ لَهَا : لَذَّةُ العُتْبَى تُبَطِّنُهَا
تَحِيَّةً لَطُفَتْ مِنْ شَاعِرٍ وَمِقِ
سَأُرْسِلُ الشُّكْرَ مَوْصُولاً بِمَا كَتَبَتْ
فَإِنْ تَثْنَى ثَنَى القَلْبَيْنِ فِي شَبَقِ
فَاللِرَسَائِلِ ظِلٌ صَارَ يَجْمَعُنَا
تَفَتَّحَ الوَصْلُ مِنْهُ عَنْ جَنَى الوَرِقِ
عمّان 2012.10.09