اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله راتب نفاخ مشاهدة المشاركة
وجدتُني أضرب ولا أبالي، وعلى أني لم أُعهَد مقاتلاً أشوس أنا التاجر المدني، فإن من رأوني ساعتئذ كادوا ينظمون القصائد في وصفي.

في هذه الدنيا، غبار السعي وهمومه تعمينا، تتكاثف على القلوب فتكاد تطفئ النور فيها، قلة يعيشون لله بكل ما في الكلمة من معنى،
يسعون كغيرهم وأكثر، يأخذون بالأسباب ككل الناس وأكثر، تراهم فتحسب السعي أكبر همهم، ثم تعاشرهم فتدرك أنهم لا يرون غير رضى الله!
وهؤلاء، حين تعاشرهم، تجدهم بقلوب طيبة صافية كالماء العذب، ومعاملة هينة لينة متواضعة هاشة باشة، بسطاء خلت نفوسهم من التعقيدات
التي لطالما كبلت من حولهم من الساعين في الدنيا، قد يكونون من البساطة والهدوء بحيث يمرون في حياة الناس من حولهم ولا ينتبه لهم أحد،
لكن رغبتهم العارمة في بلوغ مرتبة "يحبهم ويحبونه" و "المؤمن القوي" ومجد الأمة ونهضتها وعزة الإسلام و"استعن بالله ولا تعجز" تدفعهم
للعمل الجاد والدأب والإصرار، ثم هم كالأشجار المثمرة اليانعة، لا يكاد يمر عليهم يوم دون إنجاز، ثم هم بإخلاصهم قد طرحت البركة في أيامهم
فتراهم يقطعون في اليوم -مجازا- مراحل لا يقطعا غيرهم في أيام.
تلك حياة، ترى فيها حقا، أن من كان في نظر الناس إنسانا عاديا، يصبح بهذا الإيمان إنسانا خارقا ليس له مثيل، وهو نفسه لا يعرف لذلك
سببا فعليا إلا "توفيق الله"، ذلك وحده ما جعل حياته أشبه بمعجزة، وغيرها، تماما.




نص رائع مؤثر وموفق
جزاك الله كل الخير وبارك فيك