الصمتُ أبْلَـغُ منْ خطابٍ لا يُبِينْ كالدَّمـْعِ إذْ يغْشى جُفونَ العاشقينْ
ما اللفْظُ إلاَّ منْ توَجـُّعِ مُهْجَـةٍ شـَقَّ التَّجَلُّدَ صَمْتُهـا للسَّامِعينْ
فاضَتْ فماجَ بِبَحْرِها الأَلَمُ الدَّفينْ وإذا التَّكَـلُّمُ آيـةٌ للسـائلـينْ
أَمّـا الحُروفُ فَرَوْضَـةٌ أَزْهَارُها غِرِّيـدةٌ والعَـْينُ أُذْنُ النـاظِرينْ
يا صاحِبِي! فَوْضَى الكتابةِ آفـةٌ طاحَتْ بِأَفْذاذٍ وأَعْلَتْ سـافِـلينْ
فإلَى مَتَى يَشْكو القَريضُ تكسُّباً والحرفُ يبقَى عرضةً للعـابِثِـينْ؟
أَذْوَاقُنا، عاثَ الضَّيـاعُ بحِسِّهـا وتَـخَلَّلَ الإبْـهامُ لَغْـوَ اللاّعبـينْ
عِبْئـاً يرى الْمُتَطَفِّلـونَ بلاغـةً والنَّحْـوَ مَهْزَلـةً تَعيبُ النَّاطقـينْ
فاسْتَصْعَبوا لُغَةَ الجمـالِ وعِلْمَها والرَّاسِخُونَ اسْتُبْدِلَتْ بِالخَـاسِرينْ!
قُل ْ للـذينَ متَى رَأَوْا آدابَنـا رَقْمِيَّـةً أَضْحَتْ تَوَلـَّوْا رافِضـينْ
قَدْ جاءَ عَصْرُالرَّقْمِ يَكْشِفُ جُبْنَكُمْ وَرُضُوخَكُمْ للْجَهْـلِ بينَ العالَمـينْ
أَإَلَى الْوَرَاءِ مسـارُكُمْ تَمْشونـَهُ أَمْ في الْوَرَى تَحْذونَ حَذْوَ السَّائرينْ؟
أم تحسبونَ الحرفَ يخذُلُ أهلـهُ ؟ إنَّ الـحروفَ وفيـةٌ للصـادقينْ
الريحُ لَوْ عَصَفَتْ تطيـحُ بواقفٍ والعلـمُ دلَّلَ مَتْنَهـا للرَّاكبـينْ
فتحرَّكـوا ! إنَّ التحرُّكَ ميـزَةُ الأحيـاءِ يَحْجُبها سُبـاتُ النائمـينْ
مَثَّلْتُ في الْمُتسابقـين جماعـةً كَلـُّوا فَعَـزَّ لِحَـاقُهُمْ بالرَّاكِضـينْ
دارَ السِّباقُ بهمْ فَكَلَّ غَريـمُهمْ وَلَكَمْ حلَمْتُ بِفَرْحتـي بالفائـزينْ !؟



رد مع اقتباس



