إليكِ..
علماً بأنه ليس باستطاعتكِ إلغاء مداد ماضيّ، فأنّى للحَدَث إلغاء أخيه؟؟ وأنّى لحبرك الذي بلون النُّضَار أن يصيّر كلماتٍ اخضرَّتْ واسترثْتُ قطافها إلى حين لأوراق قد تحاتَتْ وماتت!؟
اخترتها لتشاركني إيّاي، فمذ عرفتها وأنا مُسْتباة بقوامها الأهيف، وحدّها الأوطف، وحبرها المخضوضر كالربيع.
تعانقنا قَبَسا مشتركا، فشكّلنا بعضنا بشكل أو بآخر، كلانا مدّ للآخر ذُؤَابته كيْلا نفترق، كنّا وجه العُملة الوضَّاء، والوجه المعتم كان منتَظَراً لقضاء مقدَّر..!!
تعاهدنا كيما نكوننا كنحن في كتاب حياتنا، نكوننا فخراً لكلّ من أحبّنا بصدقٍ ذات هنيهة!

أحقّا يصل جنون الرابطة حدّ إلقائها بين فكّي الموت؟ أحقاً مسألة التّرك باستهلاك ليست أسوأ ما يمكن أن أهبه لمُحَّبٍ يُحِبّ؟...
كانت أسئلة تُلحّ في بالي كلّما ناظرت ثاقب السّماء، كانت تهديني شعور أني وحيدة في أرضٍ تيماء.. بقلب عارٍ، قاسٍ، مُضلٍّ، مُهلك... أُشبِهُه ويُشبهني!
والآن ومعكِ لستُ أستاف إلا ريح رُفاتي من قاب قوسين أو أعلى، فيكفي حضور جنازة أنتَ سببها ومسبّبها والمجنوز الأول فيها لينتفض جسدكم وينضَح عَرَقَا. هذا الشّعور يغتالني كلّما لاحت في أديمي مهرة الرغبة التي لا تنفكّ أَرِنَه لتعرق مدادا، وتغرقني في رَكِيَّة حبر لأوارى هناك ولأكتشف بأن قمة العدل مساواة الخيط الآخر بي..

هل تعاهدني يراعتي الزاخرة بخيوط الشّمس لأكونها وتكونني؟ أ تفعلين ذلك الآن وفي هذا التاريخ الذي يمَرّ بقرب لحظة عناق، حينما مرَّرَتْ إصبعاً واحدا، وتخلّلت به جلبابه الغُدَافيّ، ثمّ اكتسحَته بين أعماقها حتّى غدا نبْضا لا يُرى إلا بعين التعاقب.. أخذه الوَسَن وغابَ بعد اتفاقهما على موعد صحوته ذات لحظة العناق القادمة، لحظة اكتساح ليل لنهار..
أتعاهديني أن نثبتَ أننا لا نخشى ظلمة الرَّمس خلف دَفّتين؟ بل سننزفنا، نجرحنا، نداوينا، نسعدنا، نملأ ونمتلئ مفتّشين عن حاضر يسكننا ونُسْكِنه في حرف نجتمع على خطّه..

تعرفين..
أخال بأنّك ستفترّين وتسحرين المآقي بذهبك، ستنثرين التّبْر أمامي وفوق رؤوس العامّة، ستسربلين حرفي بشمس لا تبقي ولا تذر.. تنثرني رمادا وقَتَرا في بوتقة الإعجاز لأخرج مختلفة أخطّ الدّنا في ارتداد طَرْف ونقطة حبر!
فهل أعدّك يراعة أهدانيها الحظّ ذات حكاية لترسم حكايايَ سُحبا تقبّل السماء فتهتزّ ودْقا؟ وإنّي الآن أستمطرك فهاتِ مطرا مسكابا...
قد رُميت باتهامات أوّلها مع الإلّ، "لمَ المزاجيّة"..؟
"كانَ لا بُدّ أن أَعِي أن اللوحة التي أسكنتها فيّ، وحفظتها بين جَفْنيَّ لا شكّ شبه لا مرئيّة لمن يَعِي (أنا) كوَعْي اتّهامه لي بالمزاجيّة، أو كوَعْي التلذذ بإيجاد الفروق بين شكلين متناظرين تقريباً،
باختصار بين التَغَامم والغَم، أو بينَ أنا كأنا أو متلفّعة بجلباب الحبّ الذي يجمعني وإياهُ في ذات القالب. لمَ هذه التهمةُ التي لا حرف يُدعّمها إلا كان علّةً عِلّةً الشخص الذي يراني خاوية من التهيامِ مفْعَوعمَة بالهواء!
فماذا لو كان الهَوَاء هواء أنفاسه؟؟ وما لو كان نَفَسه صرَّاً باردا تارةً وسَموماً في متى آخر!!
أ أًتّهمُ بالمُمَاذَقَة بين عُلُوٍّ وسكون علناً دون رفع بصمات الحرف؟ أو قياس درجة اشتعال القلب؟ أم العدل في عُرفكم أغلال لتوابع القول لا سوابقه!!؟؟ علْمَاً بأنّه كُلٍّ بنبضته أخْبَر..! "

سلي ذات المداد المخضرّ تجيبكِ من أَنَا.. سَليها أيّنا متفضّل يغترُّ الرّهْط الوَصِب به لا لشيء فقط نَفَاسَة!!؟ سليها عن قلب بين بيَاضها إلى أيّ الآفاق وصل؟
ستجيبكِ عنّا..
على لسان الحق جاء.. ((فما اسْطَاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقْبَا))
ولم نكن إلا قُنَّتين/قمّتين نَفَخت الهُنيْهَات بيننا هجيرا، لا تُطَال فتصعد، ولا يكون الفَتْق سبباً لالتباس قطعاً!
لم يحادثوني بل تركوا عمشَهم يُلصق المزاجيّة فيّ كظلِّي أو يُظلِّلَني بها كالظُّلل تعانق السّماء!
أنصفيني وضيفي سحرك فوق كواغدي، وانفثي ترابا لينظم المنثور وينثر المنظوم ويخطّ ملاحما ليس لها إلّاي منشدا..!!!
المرسل: كُلّي