أودِّعُ الصفوَ إذ ودَّعتُ أحبابي
ياقِِبْلة الروح عودي واطرقي بابي
فإن قلبيَ مذ غادرت ذو كمد
والدمع – أُقسِمُ – لم يرأف بأهدابي
قد صنت عهدك ، ربُّ البيت يشهد لي
لا لحنَ غيرك أبغيه لإطرابي
##
نسيتُ بعدك ما أنسي وما طربي
ما كان ظنيَ أن الهم يلحقني
حتى فُجعْتُ به جاثٍ بجلبابي
هل في حياتيَ مِن أنسٍ أبُثُّ له
بعضَ الهموم وأنسى عنده ما بي؟
حبيبة القلب إن هلّتْ مدامعنا
ففي الدموع علاجاتٌ لأوصاب
##
يا بهجة النفس طال البعد فاتخذي
أسامر الليل أرجو الأنس في طربِ
وأرقب النجم في شوق وإعجاب
هُما خليلايَ بعد النأي ، بثُّهما
يخفف الهم عن قلبي وأجنابي
أخاطب النفس في سِرّي وأسألها
وأطلب الرَّدَّ في شرح وإسهاب
أقول: نفسيَ هل مازلتِ في أملٍ
من الرجوع؟ فتأبى النفس إغضابي
تُزيل همِّيَ إذ تنساب في خلدي
بشائرُ الأنس إذ ردَّتْ بإيجاب
##
مِنَ الظلام سيبدو النور مشتعلا
سأرسل الروح في جنَّات مملكتي
وأترك البؤس يستجْدي بأعتابي
وأنثر العطر من قلبٍ بكى زمناً
وأشرب الأنس من شلال أكوابي
وأكتب الشعر من فردوس عاطفتي
فقد سئمتُ مُقامي في رُبَى الغاب
##
قولي رجَعْتُ ، فمذ غادرتِ لا وطنٌ
قولي رجَعْتُ ، فيا بُشرايَ إن طرَقَتْ
يُمناكِ – وا فرحتي من طرقها - بابي