صــــــادٍ وكـــأسي بالهمــــــومِ دِهــــاقُ والقلـــــــبُ رُغــــماً للشجــونِ يُـــســــــاقُ
تأتى الهمـــــومُ إلى الفـــــــــــُؤادِ كـــــــأنَّها قــدْ سـاقَـها نحـــــــــوَ الفُــــــــــــؤاد سِــــــباقُ
أشكــــو و مالي في البريــــةِ مُنصـــــــتٌ أمضــي و مــــــالي في الدروبِ رِفـــــاقُ
أبكـــــي العـــروبةَ و الدمـوعُ ســوافـــــحٌ حتـــى هــــوتْ في إثرهـــــــا الأحـــداقُ
فالعـــُربُ نامـــــــوا حـــــالمينَ بقــُدسهــمْ ولغيــرهمْ و جـــــدوها حــينَ أفـاقـــــــوا
و عـــــدّونا في القـُـــدسِ يسلبُ أرضـــنا و رفيقــهُ التخـــــــــريبُ و الإحِــــــــراقُ
يُحــــي الســــــلامَ قبـــــــولنا لشـــــروطــــهِ ويُميتــــــهُ التأجيـــــــــــــــلُ و الإخفــــــــاقُ
هي زمـــــــرةُ الصهيونِ منــــذُ وجـــــودها لا شــــــرعَ يحكُـــــــــــمُها و لا ميثـــاقُ
و جُنــــــودها لا يتــركــــــونَ رذيلــــــةً إلا وبأســـــــــــها للعبــــــــــــادِ أذاقـــــــــــــوا
قتلــــــــــوا الصبي جهــــــــارةً فقلـــــوبهـــمْ لا رحمــــــــةٌ فيــــــــــــــها ولا إشـــــــــفاقُ
تركـــــــوا أباه ُ ملــــــــــوحاً بيمينــــــــــــهِ في قلــــــــبهِ الأحــــــــــــزانُ و الأشــواقُ
ما هزهـــــمْ مــــوتُ الصــبي وإنْ راءوا تلكَ الدمــــــاءُ على الطـــــريقِ تــــُــــــراقُ
و إذا اســــــتغاثَ أبـــوهُ ما مِنْ مُــــنجـــــــــدٍ فعـــــــدّونا خضعــــــــتْ لهُ الأعنـــــــــــاقُ
لا نستطيـــــعُ الـــــــــذودَ عنْ أقـــــــداســنا إنَّا بأمـــــــــرِ الظالمـــــــــــــينَ نـُســــــــــــــاقُ
كُنا الشمــــوسَ المشـــرقاتِ على ألـدُنا تـــــــــزهو بنا الأفـــــــــــــــلاكُ و الأفـــــاقُ
لكــنَّ كفــاتِ الأمــــورِ تأرجحتْ و اقتادنا نحــــــوَ الحضيـــــــــــضِ شِقــــــاقُ
نُخــفي الضــغائنَ في القلــــــــوبِ و نلـــتقي كــــــذباً و يظهــــــرُ للعيـــانِ عِنــــــــــاقُ
نُشقــــــي الخـــزائنَ بالــــدراهمِ و يحـــنا فلـــــــقدْ أضلــــــــنا لــــــــــــونُها البـــــــــراقُ
و شعـــــــــــوبنا خضعـــــــتْ لأنَّ رقــــابهَا فتكـــتْ بها الأسيـــــــــاف ُو الأطواقُ
إَّنا وقـــــــدْ ملـــــئ الخُنـــــــوع ُ قُلـــــــــــــوبنَا و غــــــــزَ النفــــــــوسَ تملـــــــقُ و نِفــــــــــاقُ
سُــــــرنا على دربِ الهــــــــوانِ كـــأنَّنا زِنـــــــجٌ تــُـــــــدارُ ببيعــــــــــنا الأســــواقُ
و وجــــــــوهنا في النائـــباتِ كــئيــبةٌ و رقــــــابُنا يهـــــــــــوي بهــــــا إطـــــــــراقُ
نحــــــــيا بلــــــــــيلٍ سرمــــــــدٍ دامــــــــــسٍ فشمــــــــوسنا قــــدْ ظلــــــها الإشــــــراقُ
يا اخــــــوتي في القُــــــدسِ عُــــذراً إنـــني عبــــــــدٌ يُعســــــرُ حالـــــــهُ الإمــــــــــلاقُ
لا يستطيــــــــعُ السـيرَ نحـــو دِياركـمْ كــــــي يستريـــــحَ فُــــؤادهُ المشـــــــــتاقُ
أرى الأقصـــى تُــــــداسُ و ما أُعــــــــدّتْ لنجـــــــدتها العــــــواســــــلُ و العِتــــــــــــاقُ
أرى الأقصـــى تقُاســـي أمــــا راءهــــــا أُمــــرائنُا و ملــــــــوكُنـــــــا الحُـــــــــذاقُ
يا فتيةَ الأقصى ضـــــمائـــــــرُ أُمــــــــــــتي فيــــــــها عــِــــــــواءٌ مُـــــــفــــــزعٌ و نُعــــــاقُ
لا تُنصتــــــــــوا لمـُــــــزمجـــــــرٍ و مُنــــــــددٍ و امضـــــــــوا فما يُطفــي اللــظى أفـــــــــاقُ
يا روحَ مَنْ سفــــــــكَ العــــــــدّو دِمــائـــــــهُ طُــــــوبا فما عيــــــشُ الذلــــيلِ يُطـــــــــــاقُ
و دِمـــــــائهُ أروتْ ســـــــنابلَ ثـــــــــــورةٍ وهِـــــــبتْ لها الآمــــــــــــــالُ و الأرمــاقُ
ما مــــــات َ مَن ْ نـــــالَ الشهـــــــــــــادةَ إنمـــــا حـــــيٌ و يضــــــمنُ عيشـــــــــــهُ الرزاقُ
فالــــــــدوحُ يبقـــــى لا يُميــــتُ جـــذورهُ إنْ فارقـــــــــــتْ أغصــــــــــانَهُ الأوراقُ



رد مع اقتباس


