§¤°~®~°¤§أنفقتُ عُمري في هواكِ§¤°~®~°¤§
شعر: د. أيمن العتوم
قالوا: زَمَانُكَ؟ قلتُ ليسَ زَمانِي كلاَّ، ولا هذا المكانُ مكانِي
لَمْ تعرفِ الأقمارُ يوماً مَوْطناً لِيَكُفَّ أَقْدَمُهَا عَنِ الدَّوَرَانِ
فَامْلأْ فُؤَادي بِالنّشيجِ فَإِنّهُ سُلْوانُ مَنْ يشكو مِنَ السُّلوانِ
فأنا أقاسي غُربَةً في موطني وطني لهم، وأنا بِلا أَوْطَانِ
وأنا وَحَقِّكَ ليس لي مِنْ عَاشِقٍ إلاّكَ يا وطني فَلُذْ بِكِيَاني
يا موطني .. يا موطني .. يا موطني .. شجنٌ على شجنٍ على أشجانِ
(إنّي أُحِبُّكَ) كلّما ردّدتُها جَرَتِ الحروفُ نَدِيَّةً بِلِسَاني
قبّلْتُ وجهكَ يا طهورَ ترابِهِ وَضَمَمْتُه كالعاشق الولهانِ
وَفَدَيْتُ أُرْدُنَّ الهوى وَهَوَيْتُهُ حَتَّى هَوَى الأُرْدُنِّ قَدْ أَرْدَانِي
أرثيكَ ؟ ! أم أرثي الذين تحوّلوا
هم ضَيَّعُوكَ وَضَيَّعُوا أَحْلامَنا ونَمَوْا على زَمَنٍ مِنَ الخُذْلانِ
لم يعرفوكَ بغيرِ ما سلبوكَ فَامْنَحْنِي إذاً شيئاً مِنَ الهَذَيَانِ
سرقوكَ لستَ بموطنٍ إلا إذا حَسِبُوا حِسَابَ الرِّبْحِ وَالخُسْرَانِ
ما كنتُ أَحْسَبُنِي أعيشُ لكي أرى هذه البلادَ تُباعُ بالمجّانِ
قبضوا على ثَمَنِ البلاد وروّحوا وَقَبَضْتُ مُنْفَرِدَاً عَلَى قُضْبَاني
وَصَرَخْتُ أَنَّ الأرضَ ليستْ سِلْعةً حتى تُباعَ بِأَبْخَسِ الأَثْمَانِ
أنا يا بلادي كلّما أبحرتُ في سُفُنِ المحبّةِ، عَقَّنِي رُبّانِي
وَلَقَدْ يَمُوتُ الحزنُ عِنْدَ مَمَاتِنا وَيَجِيْءُ بعدَ الموتِ حزنٌ ثانِ
أنفقتُ عُمْرِي في هَوَاكِ وليتَ لي عُمُرَاً جديداً في هواكِ يُعاني
أخفيتُ وجهي عنكِ حتّى لا تَرَيْ وجهاً يزيد الهمّ في الوجدانِ
ولمن سأشكو؟ والذين شكوتُهم حزني، أضافوه إلى أحزاني
ما جَرَّبوا عِشقي ولو هُمْ جَرَّبُوا ذابُوا وَحَنُّوا في الهَوَى تَحْنَاني
يرقى الهوى بالعاشِــــقِيْنَ وإنّنِي كوفِئْتُ – رغم الحبِّ - بالحِرْمَانِ
سَـجْنِي وَمَحْكَمَتِي وَفَصْلِي، هَلْ تُرَى كانتْ مُكَافَأَتِي عَلَى إِحْسَاني؟!
تقفو الذئابُ قَصَائِدي، ويطيرُ مِنْ فَرَحٍ لِقَيْدٍ في يَدِي سَجّانِي
وَعَلامَ؟ ليسَ لديّ إلا قطعةٌ يَدْمَى بِنَزْفِ حُروفها ديواني
أنا طائرٌ غنّى فَأَشْجَى، مَنْ رأى شَجَرَاً يُحَاسِبُ طَائِرَاً لأَغَانِي
واللهِ لَوْ مَلَؤُوا فَمِي سُــمّاً وَحَـزُّوا أَضْلُعِي، أَوْ قَطَّعُوا شِرْيَانِي
ما بِعْتُ دِيْنِي، أَوْ طَعَنْتُ عُرُوبَتِي أَوْ خُنْتُ عَهْدِي، أَوْ كَسَرْتُ سِنَانِي
فَجْرِي أَمَانٌ، وَالذينَ تَقَافَزُوا حَوْلِي، لَهُمْ لَيْلٌ بِغَيْرِ أَمَانِ