مالَ الشراعُ .. وبين الموج أوطاني غرقى .. – ويا للأسى – من كفِّ رباني
كم ذا نناديه: " أبصر .. وانتبه .. وأفق .. واسمع .." ولكنه في مركب ثانِ
لا يبصر الموجَ .. لكن في سرائرنا مستبصرٌ بالخفايا قبل إعلانِ
لا يسمع الريحَ .. لكن في ضمائرنا آذانه تتلوى ألف ثعبانِ
لا يظهر البأس للأعداء تنهشنا فنحن أولى من القاصي أو الداني
يمينه بورودِ السلمِ لاهثةٌ .. وبالشمال تَسُفُّ الشوكَ أوطاني
ورجله تترقى فوق هامتنا .. مقبلاً رجلَ بوشٍ .. نعلَ ديانِ ..
كم رقَّصَ الشعب من جوعٍ ومن ألمٍ .. ليحسنَ الرَّقصَ في عين الأمركانِ
وكم يكمم أفواهاً لمن صدقوا .. لينصتَ السمعَ للأفّـاكِ والجاني
وكم تغنى بحرياتنا زمناً .. وفرقةُ العزفِ جلادي وسجاني
لولا القيودُ لصفقنا له طرباً .. يكفي تواصلُنا من خلفِ قضبانِ
- -
يا مركباً ليس يُدرى أينَ مرفأهُ ..؟؟ أم تاهَ في لُجَّةٍ من غير شطآنِ
فالريحُ عاصفةٌ .. والموجُ مضطربٌ .. ورأسُ قبطاننا في كفَِ شيطانِ
كم مركبٍ غرقت في كف قائدها .. فكيف إن سُلِبَت من ألف قرصانِ
أبناؤها استبقوا في حرق أشرعةٍ .. وكسرِ صاريةٍ .. وهدمِ بنيانِ ..
وقدموا الكنزَ للأعداءِ صاغرةً رؤوسهم ، وتمنَّوا نيلَ رضوانِ
والقائد الفذُّ .. مشغولٌ بغايته .. (دهرٌ طويلٌ على كرسيِّ قبطان)
ِ- " يا ذاهل العقلِ .. تغزونا قراصنةٌ .. " - "عامٌ جديدٌ على كرسي قبطانِ.."
- " كنوزنا نُهِبت .. أعراضنا اغتصبت .." - "شهرٌ جديدٌ على كرسي قبطانِ.."
- " ما ثَـمَّ أشرعةٌ .. ما ثَـمَّ صاريةٌ .." - "يومٌ .. جديدٌ .. على كرسي .... قبطانِ"
" ملعونة في كتاب الدهر صفحتكم يا من غرقتم على كرسي قبطانِ"






