صمود الفلوجة
كتبت أيام معركة الفلوجة الاولى التي تحطم جبروت امريكا على اعتاب مدينة صغيرة هي الفلوجة
صمود لا يشابهه صمود وعزم لا يقاومه الحديد
و صبر في حياض الموت حتى تعجب من مشاهده الشهود
رجال لم تخفهم قاصفاتٌ و أسلحة بها البأس الشديد
تحدى جيشَ أمريكا شبابٌ و بدد حلمها شعب عنيد
و أحرارٌ يحبون المنايا و لا يثنيهم القصف المبيد
و يستهوي الردى من يشتهيه و لا يخشى المنية من يريد
شباب سلموا لله طوعا و أرهبهم من الله الوعيد
لهم في كل مكرمة نصيب و عن كل المثالب هم سدود
صمود فيه مفخرة وعز و امجاد وملحمة وعيد
لقد صمد البواسل باعتزاز و قد زالت من الهول الريود
تصدى للغزاة وعائنيهم رجال في ثيابهمُ أسود
فما وهنوا و لا ذلوا لغاز و قد خضع المسوّد و المسود
فصول من صروح المجد تُقرا و أطوار بها يحلو النشيد
و سار الأتقياء إلى مصير فإما الموت أو نصر أكيد
و قد يهوي بمعركة شهيد ليتبعه على عجل شهيد
و ينهض قبل أن يخلى مكان أبيٌّ لا تزحزحه الوعود
و ينفض عن تراقيه التراخي فتخفق فوق ساحته البنود
و ينشط في مقارعة الأعادي فيسعى نحوه الذكر الحميد
من الفلوجة انطلقت حشود و زان جموعهم رأي سديد
فما استمعوا لتهديد ووعد و لا غفلوا مكائد من يكيد
وقد هزموا جيوش البغي فيها و لم تذهب سدى تلك الجهود
و كان وزير أمريكا بخبث يصرح و المطامع تستزيد
و يحكي عن سرايا هاربات يكذب نفسه و بها يشيد
يزوق كاذبا وجها قبيحا رآه الناس و اعترف الجنود
يهدد كل من بثت بصدق من القنوات إلا ما يريد
ستذكر ايها المأفون يوما مناقبنا و ينكشف المزيد
لتكذبْ ما تشاء فلا نبالي فإن مصيركم يوما شرود
د خليل ابرهيم عليوي
25/5/2004



رد مع اقتباس