أشواق
عوجوا على دارِ الأحبّةِ واسألوا
ماذنبُ صبٍّ في هواكم يُقتلُ
العينُ يؤنسها خيالُ جمالكم
والشوقُ في كبدِ المتيّمِ مِرجلُ
والنفسُ لاتهفو لغيرِ دياركم
والقلبُ إنْ ذُكرَ الحبيبُ يهلّلُ
فمتى أكحّلُ عينَ شوقي هانئاً
يا سعدُ منْ هاموا وما يوماً سَلوا
هامَ الفؤادُ بذكركم متولّهاً
يرجو الوصولَ لحيّكم أو يأملُ
مدّوا الأكفَّ لكي أشمُّ أريجها
وأتيهُ من فيضِ الودادِ وأنهلُ
روحي تسافرُ كلَّ يومٍ خمسةً
وتعودُ من بعدِ الأحبّةِ تعْولُ
اللهَ يا تلكَ الديار وحسنها
ياليتَ لي بينَ المنازلِ منزلُ
ياليتني عبداً لبعضِ عبيدكم
فأكونُ كالملكِ المتوّجِ أرفلُ
إني رأيتُ العاشقينَ بحانهم
فرطَ الهيامِ على الحبيبِ تدلّلوا
فجلستُ عندَ البابِ أرجو شربةً
ورعونتي منعتْ كؤوساً تُذهلُ
سفرٌ بلا أدبٍ يشينُ بأهلهِ
وأنا المسافرُ سلوتي أتسوّلُ
فإذا الجلالُ تبلّجتْ أنوارهُ
الوجدُ في عنتِ النفوسِ يزلزلُ
ياسيّدي أنتَ المُرادُ لعاشقٍ
أشواقهُ بين الضلوعِ تجلجلُ
كلُّ المدائحِ في سواكَ كواذبٌ
ومديحُ أحمدَ بالقصائدِ يُجملُ
يا أهلَ طيبةَ ياكراماً إنني
أشقى بذنبٍ للكواهلِ يُثقلُ
نفسي بدنيا الزائلينَ تعلّقتْ
وعيونُ عقلي بالجهالةِ تُسملُ
حتى إذا بان المشيبُ بمفرقي
والعمرُ ولّى والليالي ترقلُ
عادتْ تعاتبني سنينٌ أدبرتْ
ماذا بها قدْ كنتُ جهلاً أعملُ
والعمرُ أنفاسُ الفتى معدودةٌ
من بعدها نحو المقابرِ نُحملُ
لولا محبتكم لكنتُ مضيّعاً
فبحبكم عند اللقا أتوسلُ
أنْ يغفرَ اللهُ الذنوبَ جميعها
والعفوُ من لدن الكريمِ يؤمّلُ
حبُّ النبي وآلهِ فرضٌ على
كلِّ النفوسِ الطائعاتِ منزّلُ
ماكانَ يوماً حبّهُ قولاً مضى
حبُّ النبي عبادةٌ وتبتّلُ
قدْ خُصَّ بالخلقِ العظيمِ لوحدهِ
فهو المنزّهُ عن هوىً ومبجّلُ
وهو الرؤوفُ بأمةٍ ورحيمها
وهو المتوّجُ بالجلالِ مُكمّلُ
يارحمةً مُهداةَ ياعلمَ التقى
الخيرُ من كفيّكَ دوماً يهطلُ
ياليتني قرْبَ المقامِ سُويعةً
وبها العيونُ بحسنها تتكحلُ
فتطيبُ آلامي وتبرأُ علّتي
وأتيهُ في حبِّ الحبيبِ وأثملُ
[/gasida][/gasida]