حكّمتُ قلبَـكِ فـي أمـري فمَـا عـدَلا
ولم يخَفْ في الهـوى لومًـا ولا عَـذَلا
وصفَّـد القلـبَ بـالأشـواقِ يدفـعـهُ
للسجـنِ فـي حبـهِ فانـقـادَ ممتـثـلا
يـا مـن تجنّـى علَـى صـبٍ وأوردهُ
يُروى إذا الشـوقُ أظمـا جوفَـه وشَـلا
مـن للمحـبِ لـو الأحبـاب تقطـعـهُ
ويفقـدُ القلـبُ فيمـن شاقَـهُ الأمــلا
قالوا اسلهُ قلتُ : أسلو الروحَ عن جسدي
قالوا : ألم تُدْمِكَ الأتـراح قلـتُ : بلـى!
لكنـهُ الـداءُ والتريـاقُ مـن جـسـدي
كالنحـلِ ألفيتُ فيـهِ الـسُّـمَّ والعـسَـلا
وكـلُّ شـئٍ وإن يحـسُـنْ فمنتـقـصٌ
وليس من عاشقٍ فـي الأرضِ مكتمـلا
أبديـتُ حيـن أطـالَ الهجـرَ مظلمتـي
أبـدى النفـارَ وألقـى سهمَـهُ وقــلا
كم أحبـب القلـبُ مـن نظْـراته أسـلاً
بها يقـول "نعـم" لمــا يجيب و "لا"
عجبت من حكـم قلـبٍ فـي هـواي إذا
يرضى القتيلُ ولا يرضى الـذي قتـلا!