من (رسائل في بريد الغابة)
من روح إلى دنيا

نور من الله يهديني لأسألك
......... يادنيتي هل حياتي فيك لي و لكِ؟
مانحن ماأنتِ إلا أمر كن وكما
.................. كنا سنبعث أحياءً لنعقلك
في البدء كان ابتلاء الأرض منزلنا
............... جئنا لنورٍ ولا ندري نوازلك
ثم ابتلينا بـكسب العيش من عملٍ
............ أو سلب خيرك أو سرنا تنابلك
بين الدروب تفرّقنا ودرتِ بنا
........... نرقى ونهوي لوقتٍ كان آجلك
فيكِ المتاهات و الأهواء تجذبنا
......... والعلم دون هدىً أغنى مشاغلك
لا همّ يشقي كظلم الجهل منتعلاً
............ رؤوس علمٍ تصلّي للهوى ولك
فالعلم نور هدى ليس ابتداع أذى
................... والحق أنّا تعلّمنا لنجهلك
أبقيت منّا علوماً ترتقين بها
............. والجهل بعدك أن كنا غوافلك
في اللف والدوران انسقتِ هاويةً
.............. وسُقتِ خاذلةً من كان سائلك
أشغلتنا بعلومٍ أبدعت بدعاً
.................. ثم ارتحلنا وأبلتنا غوائلك
ما أنت حين افتقاد الحس بعد ضنى
............ تلقين للعتم من أغنوا مشاعلك
مهما ارتقينا ونلنا في مراتبنا
................. سنستوي جثثاً للفقْدِ أسفلك
هذي حقيقتك السوداء عاريةً
.................. أنارها الله يا دنيا وأمهلك
في ومضة العمر للأرواح ما قصدت
.............. تحصيل أعمارنا بالعدل كمّلك
فللمعادلة الكبرى مراحلها
................... وأنت أولها نحيا مراحلك
من مولدي وبكائي قبل معرفتي
.............. حتى عرفت كتاباً كان أجملك
سوداء أنت تثيرين المخاوف بي
.................. والله نوره أكفاني وجمّلك
والعلم والجهد والأخلاق أرصدةٌ
................. في فقر حالك تكفينا لنبدلك
قد نشتري منك أو نكفيك من تعبٍ
............... فالمال من قيمٍ أغنت مزابلك
والجسم فانٍ مع الأشياء في تلفٍ
.......... والعلم والخلق لا يصلى مراجلك
شتّان بين وقودٍ فيك يشغلنا
............. وبين نور هدى يبدي مواصلك

أعوذ بالله من شيطان هاويةٍ
.............. هوى إليك وللأهواء أوصلك