هذه قصيدة رثاء لأخي( نزار ) والذي نحتسبه قضى شهيدًا في مدينة ( إدلب ) السورية في الثلاثاء عصرًا 24 / 1 م 2012 م

تذكـِّـرُني الأماسـي والنهارُ
ومـَـوجُ البحــر طُهـْـرًا والمَحــــارُ
وأجـْـمَعُ من بقــايا الأمــسِ ذكــْـرَى
فتوقــَدُ في الحَـشا والقلب نارُ
وأهمس للدروب ببعض نجوى
ومُـرُّ النجـْـوِ ما فيه اعتذار
هـَمـَـتْ عينايَ بالعـَبـَرات حتى
تحجـّرتِ المآقي يا ( نزارُ )
وأوجـَعَ مهجتي أني بعيدٌ
وتحْجـِـزني البَوادي والقِــفارُ
تدثــَّـرَ بالحنايا جرحُ روحي
وفي التذكارُ ينتفض الـدِّثار
فتنزفُ كلُّ أوردة بقلبي
ويتبع نزفها الباكـي انفجار
على أني جعلتُ الصبرَ زادي
ونِعــمَ الـــزادُ ما فيه اصطــــبارُ !
( صَبا نـجــدٍ ) إذا ما هـِجـْتِ يومـًا
فهاتي بعضَ ما حكـتِ الديارُ
عن الفـَذِّ المُضـرَّجِ مـُـزنِ طـُهـْرٍ
قـضى غـــدرًا يزيـِّـنه الوقـــار
وعن أهلي أجيبي أختَ روحي :
أما في الشام للبغـــــي اندحارُ ؟
ويا طــيـرًا إذا ما زرتَ قـــــبرًا
يضمُّ (نــزارَ)، سلـْهم :مـَن نزارُ ؟
وهات من ( المغارة )
وردَ ذكـْـرَى
نظــامُ الحــِـقد أوْرَدَه المـَــنايا
فبئستْ غارةً ، لـمـَّـا أغــاروا !
تـَطاوَلَ ظلمُهم في الأرض حتى
شـَكـتْ من جـَـوْرهمْ تلكَ الحِجارُ
أخـي إنــي احتســبتُـكَ عــند ربـــي
لكَ الفــِـردوسُ يومَ الحـَـشر دار
شـفيــعًا في ذويــك لـــدار عـَــــدْنٍ
لـنــا بـُـشـْـرَى، وللأوغـــاد عــار


* المغارة : قرية في جبل الزاوية شمال غرب سورية