في جنح الظلام استيقظت،وفي دجى الليل مشيت،ورحت أتجول في الظلام إلى أن وقع ناظري على عتبة تناثرت عليها قطرات الندى --- مشت قدماي وقادتني إلى تلك العتبة إلى أن جلست عليها،، لم يكن يفصل بيني وبين السماء سوى تلك القطعة من القماش التي وضعت كالمظلة فوق العتبة التي جلست عليها ،، صوت ما بداخلي صرخ بي وأمرني أن أنظر فوقي، نظرت للأعلى وتأملت قطعة القماش التي كانت فوقي – ويا لها من قطعة فقد امتلأت بالشقوق والخدوش وثقوبا منتشرة هنا وهناك، يا لها من قطعة طيبة فقد ضحت بنفسها تحملت حر الشمس ولهيبها صيفا ،قطرات المطر وضرب الصقيع شتاءا وتلك الرياح العاتية الهوجاء التي تهب بين الحين والآخر ، تحملت هذا كله من أجل الإنسان الذي يجلس تحتها
يا ترى لماذا ضحت بنفسها ؟ لماذا تحملت هذا العذاب؟هل ان الإنسان الذي يجلس تحتها يستحق هذا؟؟!! ألم تعلم بأنه في يوم من الأيام سوف يقتلعها من مكانها ويكورها كالكرة ويرميها في سلة المهملات-- وبكل سهولة يأتي بقطعة جديدة غيرها ويضعها مكانها!!! فيا لها من قطعة قماش طيبة ومسكينة!!نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



[IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]