يا سائرا نحو العُلا إنّي قد ساءني ما صارَ من غبن لكنَّ من يرجو العلا مرمى لا بدّ من أهوالهِ يجني هل يستوي الأعيانُ من قومٍ و صغارُهم في الفضلِ و الشأنِ إنْ يحملِ الأغرارُ ما همّوا فهمومهمْ في الذاتِ و البطنِ أمّا الكبارُ فهمّهمْ فاقتْ هامَ الرّبى و كواهلاً تُضني فتمايزتْ أعباؤهمْ عدلاً بتمايزٍ الأوطارِ و الشأنِِ يا طالباً لكرامةٍ عظمى تبغي الجوارَ لسيّدِ الكونِِ فمعلّمٌ من علمهِ جوداً ورثَ النبيَّ بجودهِ المُغني ورثَ النبيّ معلّماً هادي يهدي الأنامَ لمنهجِ الأمنِ ورثَ الأذى يلقاهُ في دربٍ متعدّدَ الأصنافِ و اللّونِ مثل النبيّ فبالهدى يهدي و يُصيبُهُ الإنكارُ من إحْنِ كالباسقاتِ منَ الحصى تلقى و تجودُ بالأثمارِ من غصنِ سيظلُّ في أسفارهِ يلفى عالي الرجّا أهوالها تُضني أولمْ يجُدْ صدّيقنا دهرا من مالهِ و لمسْطحٍ أعني فأثابَهُ إفكاً على جودٍ فتعهّدَ الصّديقُ لنْ يُغنِ فتنزّلتْ آياتها نورٌ تدعو الكريمَ لجودهِ يبني كلٌّ يجودُ بما الحشا تحوي ويجودُ أهلُ الفضلِ بالحُسنِ يا سائراً نحو العُلا تدري أنّ العُلا بالفضلِ و المنِّ جُدْ بالبيانِ و بالذي يجري من نهركمْ بسجيّةٍ تُدني لا تمنعِ السُّقيا فما سدٌّ قدْ قامَ للتعطيلِ من مُزنِ بل قد اقيمَ وللذي أسمى يسقي الأنامَ و كلّهمْ يعني سمّيتَها الواحاتِ في البيدا تسقي الظميءَ بظلّها اليُمني هل يُنصبُ الحرّاسُ في البيدا يسقونَ من يأتيها بالظنِّ من يفطِرِ الآبارَ في الصّحرا إلاّ نبيلٌ وافرُ الشأنِ أنتَ الكريمُ و مهدهُ طيبٌ ما قلتُ إلاّ ما رأتْ عيني جدْ بالخصالِ نبيلةَ المغزى أعيا الكرامَ مكارمٌ تُثني دونَ الذُّرى فضلٌ على فضلٍ هذي الخصالُ عظيمةُ الوزنِ و محمّدٌ بلغَ الذرى فضلاً صلّى عليهِ اللهُ باليُمنِ و لئنْ جرى من نبعهِ شعري نصحاً فحبّا صانهُ حضني



رد مع اقتباس



