الحادِث


"هذا البحر لي
هذا الهواء الرطبُ لي
واسمي ...
لي" محمود درويش.

أَنا، لَا شَيْءَ لي،
اسْمي مِلْكٌ لٍلآخَرينَ،
أَوَّلُهُم أُمّي
وَآخِرُهُم صَديقٌ أَو رَفيقٌ
قَد يَذْكُرُني بَعْدَ مَوْتي
وَجْهي، سَكَنٌ قَارٌّ أَكْتَريهِ لي،
لا حيزَ منه يَلْبَسُني
قَفايَ مَدىً مُشْرَعٌ عَلَى الغِياب
قَلْبي لَيْسَ لي
حُرِّيةُ العَبِيدِ تَسْكُنُهُ
قَلْبي عبدُ الحِراكِ الأَبَدِيِّ،
وَادي دِماءٍ يَسْري
فِي حُبٍّ مُنْشقّ
مَصَبُّهُ بَحْرُ العِشْقِ
وَهُوَ في كُلِّ الحالاتِ لَيْسَ لي
مَنْ قَالَ إِنَّ هَذا البَحْرَ لي؟
أَفْكاري لِقاءٌ عَارِضٌ بَيْنَ اللُّغَة وَالكَلام
وَهْيَ لَيْسَتْ لي
إِذْ تَعْبُرُني إِلى غَيْري
نَوْمي رَاحَةُ أَجْزائِي
المُبَعْثَرَة في كُلّي
صَحْوي فائِضُ الرّاحَة فِي كُلّي
صَحْوي لَيْسَ لي
لَيْسَ لي
لَيْسَ لي

"فَكَأَنَّهُ قَالَ يُوجَدُ المَعْدومُ" ابن سبعين، بُدُّ العارِف