جِـلنَـارْ ..

كانت الصباحاتً ندية ً ،
والطـَـل ُ ما زال يرسل انتعاشته
حين أعلن الجـلنار حضوره
وتفتـّح عن نارِهِ ،
وموسيقاه التي
تنسابُ بين أغصانه ،
كما خيوط حرير ٍ ،
انسلت من شرنقتها ..
وهنا طفلة ٌ،
كفراشة ٍ
عند السياجِ ،
كبرت للتو،
تحثُ الخُـطا ،
تحضنُ دفاترها ،
وكتابَ النحو ،
حين رأتْ رمانة ً ،
تضج ُّ بالحياة ِ ،
فما انتظرت ْ قطافها ..
لكنها في البال ظلت ْ
وما ذهب الوقت بها .!

وحين تأتي المواسم ُ
كعادتها،
يضج ُ الجلنارُ ثانية ،
وتكون ُ شهوة الرمان ثالثة ً
لكنه الآن عصي ُّ القطاف ..!
فجاءت ،
تذكرني بالصباحات الجميلة
والحكايات التي
للجلنار تحكي
لونها الناري ،
فأرى،
كأنني
أرى ،
حمرة ً نارية
على الخدين ،
وعلى الجبين ،
كأنها
رمانة تعلن الحضور
في كل المواسم ِ
فيفرح القلب ،
لعودة الدفء
والجلنار،
إلى أطراف الشتاء ..
..
.