كَمْ قالَ قلبي عَلَّ ذاكَ ورُبَّمَا
وسَقَىَ الزَّمانُ القلبَ منهُ العلقَمَا
ظعَنَ الحبيبُ وحَلَّ بعدَ رحيلِهِ
وجْدُّ وتِسْهادُّ ودمعُّ قد هَمَا
ربِّي رجوتُكَ مِنْ جوَىً فكأنَّهُ
في القلبِ طوفانٌ ونارًا أضرمَا
يا ليتَ شعري كمْ بِنَا مِنْ لهْفةٍ
لوِصَالِ مَنْ بفؤادِنا سهمًا رمَى
ما ضرَّهُ لو قد تريَّثَ بُرهةً
وأتىَ يُودِّعُ إِلفَهُ أوْ سَلَّما
وضممتُهً ورَشفتُ عِطرَ أريجِهِ
ولثمتُ مِنْ تلكَ الشِّفاهِ العَنْدَما
رَبّاهُ مهْمَا قد لقِيتُ فإنَّني
أدْعوكَ أنْ ترعَ الحبيبَ ويَسْلمَا
يا عاذلا.. حَقُ المُفَارقِ خِلَّهُ
أنْ تبكينَّ لهُ وأنْ تَتَرحَّما
ما الهجْرُ إلا الموْتُ قبلَ أوانِهِ
للمُبتَلَىَ بالعشْقِ أو أنْ يُرحَمَا
ما لاحَ طيرٌ أو بَدا نجمُ السِّما
إلا وشوقي للحبيبةِ قدْ نَما
ويعودُنِي أمْسُّ وكمْ ساءَلتُه
لِمَ حبلَ وصْلٍ للحبيبةِ صَرَّما
وأخالهُ حينًا يُشَارِكُني الأسَى
أو أنَّه مِمَّا شَكوْتُ تَبرَّمَا
ولكمْ ودَدْتُ لوِ الزَّمانُ أصَاخَ لِي
أُذُنًا أوَ انَّ بهِ الِّلسَانُ تَكلَّمَا
هذا القصيدُ , وقد بَريتُ حُشَاشَتِي
قلمًا , وكانَ مدادُ أَسْطُرِهَا دَمَا
فمتَى تعودُ حبيبتي أمْ أنَّنِي
سَأظلُّ أنْشدُ عَلَّ ذاكَ ورُبَّما..؟