على جسرِ الجمرات

تنهنهتُ من حزنٍ ومن عبَراتِ
على مَن قضى في سِكةِ الجمراتِ
إذا جفَّ دمعٌ من أوائلِ نكبةٍ
فقد جَدَّ لي من آخرِ النكباتِ
تقولُ مِنى للضيفِ فيمَ تُطيلُ بي
وحسبُك عفوُ اللهِ في عرفاتِ
تزاحمَ في أركانِها كلُّ سابقٍ
إلى جنةِ الفردوسِ والغرُفاتِ
تبعثرَ في الساحاتِ سقطُ متاعِهم
كعصفٍ نثيرٍ والرياحُ شَواتِ
فمن ذاهلٍ مستقرئٍ وجهَ أُمِّهِ
لذاهلةٍ تسعى بلا خطواتِ
صفوفًا إلى الرحمنِ مثلَ صلاتِهم
تساوَوا رفاتًا في جوارِ رفاتِ
كما وُلدوا عادوا بفطرةِ بارئٍ
ورغمَ رجيمٍ عابسِ القسماتِ
فإن فاتَهم رجمُ اللعينِ فحسبُه
من الغيظِ ما نِلتُم من الدرجاتِ
فلا تبعدوا يا مَن ثَويتُم بمشعرٍ
حرامٍ ويومٍ وافرِ الحرماتِ
وفي ذمةِ الرحمنِ نُودِعُ ثُلةً
برحْمِ ترابٍ عابقِ الرحماتِ