وعدُ الحبيبِ


ينسابُ في غسقِ الغيوبِ
متلفعًا بندى الطيوبِ
نبأٌ عظيمٌ رابضٌ
سلْ:كم تبقّى للوثوبِ؟
سنةٌ؟ وأقربُ؛حينَها
تصحو على صبحٍ قشيبِ
الآنَ يكتملُ الكسوفُ
وينتهي عسفُ المغيبِ
في بغتةِ الشمسِ التي
تبدو على الأفقِ الرحيبِ
الآنَ تختمرُ القرونُ
سُلافةَ السلفِ النجيبِ
تهمي شآبيبًا تضخُّ
النشوَ عبرَ دمي الصبيبِ
من نضرةِ الماضي السعيدِ
لعتمةِ اليومِ الكئيبِ
تسري كمَصلٍ عبرَ
أوردتي وفي جسدِ الشحوبِ
كدمٍ يحركُ واهيًا
فيضجُّ من صخَبِ الوجيبِ
تُزجي فوارسَ شاقَها
الإيغالُ في النقْعِ الرهيبِ
جُسَّ الترابَ فتحتَ
هاتيك التلومِ صدى دبيبِ
وتبثُّ ثَم حميّةً
ساختْ بأحشاءِ الكثيبِ
تستلهمُ الصحراءَ
لفحتَها وأسمرَها الجنوبيْ
وتُعيدُ سيرةَ سيدِ
الشهداء والأسدِ الغَضوبِ
وأبي عُبيدَ وخالدٍ
وطلائعِ الفتحِ القريبِ
يا بدرُ ثانيةً أجيبي
واسألي أهلَ القلِيبِ
ها قد وجدْنا وعدَنا
حقًا فسُحقًا للكَذوبِ
قد كنتِ فاتحةَ الحروبِ
وأنتِ خاتمةُ الحروبِ
فتمخّضي ولِدي السلامَ
كضحكةِ الطفلِ الطروبِ
لتحطَّ أوزارًا من
النكباتِ عن متني الحديبِ
تجلو بأكمامِ السنا
مرآةَ واقعِك العجيبِ
وتحطّمُ الأوثانَ في
الساحاتِ، في خَلَدِ الشعوبِ
وتبعثرُ الأيامَ في
رُزنامةِ العمرِ الرتيبِ
دخلوهُ أولَ مرةٍ
والآنَ ثانيةُ الوُجوبِ
ليتبّروا كلَّ الذي
عمروهُ في الوطنِ السليبِ
يجتثُّ غرقدَ فِريِهم
من باحةِ الحرمِ المهيبِ
أكنافُ بيتِ المقدسِ
التصقتْ كما شُغفِ القلوبِ
نفروا إليهِ فِتيةً
وعواتكًا وجموعَ شِيبِ
يحمونَ مِعراجَ الرسولِ
بصارمِ العزمِ الصليبِ
يا أيها الشعبُ العصيُّ
بوجهِ جائحةِ الخطوبِ
بشرى النبيِّ محمدٍ
في آخرِ الزمنِ الجديبِ
يا وعدَنا النبويّ مَن
يرتابُ في وعدِ الحبيبِ؟!