أيها الغائب بعيدا و في الروح سكناك ..

أفرقة ؟!
بل عهد .

أفرقة الأجساد سلبتني الحياة ! و أغرقت سفني في دياجير أيامي . قد عادت أشباح المساء مذ غابت شمس جبينك الوضاء ، و بدأ الضباب يسرق نور الهناء . ها هي خيوط العناكب تنسج البؤس و الأسى في زوايا النفس و حناياها . حتى شجيراتي الصغيرات ، أنهن والله إلى ذبول و فناء .
أفرقة الأجساد تغريني بالموت! عفوك يا إلهي ، فما أدعوك بسوء غير أني لأرجو لقاء به هنا أو هناك تحت ظل عرشك . أو تذكر حديثنا عن الموت ، و أينا إليه أسبق ، فلعل الله يستجيب .

بل عهد على الالتصاق قبل الممات و بعده ، و وعد بلقاء قريب . حسن ظن بربي يريني سهيلا ، و يمنحني بعض دفء . فما زالت شمس حبك تحتويني و إن غابت شمس الجبين .
بل عهد على الحياة و وعد بالبقاء معا ما كان في الرمق بقية ، و السكنى في قلبك أبناء و بنات و السعي في العلم و العمل و النظر في حاجة الناس .
أوتذكر صوتي يقرأ لك ، و هجاء الطفلة بين يديك؟

أيا زوجا و لا أزواج .. بعضك مغادر الحياة ، إلى حين اللقاء .