الشام أغنيتي


الشامُ أغنيتي... قد جئتُها حَرِقا
القلبُ يسكُنُها إذ تسكن الحدقا
.
إني ألملمني مذ سرتُ سيدتي
حرفي تناثر في كفيكِ واعتنقا
.
خلوا السبيل فإن الشوق يحملني
للياسمين حروفٌ تنطقُ الألَقا
.
من أسكن الحُبَّ في أنفاس قافيتي
حتى يليق بشام الحب ما غدقا
.
من أخبرَ الياسمينَ الشام موطنهُ
من علَّمَ الشامَ حُبَّ الشعرِ فأتلقا

يا شام جئتك والأنفاس تسألني
ماذا لديكَ لتروي القلبَ ما عَشِقا!
.
ماذا لديَّ ؟ لدي الحُبُّ سيدتي
حبُّ الشآمِ، بهذا القلبُ قد خَفَقا
.
لا ليسَ أعرفُنِي حين اللقاء بها
قد ذوبتني حروف الوجد فانطلقا
.
يا عذبَ طلَّتِها من قاسِِيون ضُحى
كل الجمال أتى يجتاحُني غَرَقا
.
يأوي لها بردى والحزنُ يُتعبُهُ
كالأم تحضنه كي يكمل الطرقا
.
ماذا أحدّث عن جرحي وبي وَجَعٌ
جُرحُ الشآمٍ وجُرحُ القدس ما افترقا
.
من أول الشوق كان الحزنُ يسكُنُني
من علم الحزنَ أن الشام َ قد سُرِقا!

مرَّتْ هناك على أعتابها أممٌ
هيا دمشقُ تعالي نعبر الأفقا
.
حرفي تَعَتَّقَ في محراب سيدتي
والجرح يوجعني إذ صار مفتَرَقا
.
كل البغاث أتت والوهمُ يملؤها
جالوا البلادَ دمًا والنايَ والعبقا
.
الشامُ تفتك بالغازين فارتقبوا
يا ويح من عبثوا بالشام فاحترقا
البحر البسيط