عندما تضيّق الدنيا خناقها علىّ .. ويضطهدنى الزمن ..فلا ملجأ ولاملاذ .. إلا هوهذا الحزين القابع داخل دولاب ملابسى !!
هو الذى يطفىء حزنى .. يجمع أشلائى المبعثرة ..يمتص تناهيد روحى المعذبة.
لقد وصل معى لمرحلة التقديس .. فكنت أعامله معاملة خاصة.. ألمسه برفق شديد.. أخاف عليه كخوفى على ضوء عينى.
لاأجعل أحداَ يراه غيرى..لايعلم أحدا بوجوده ..كلما بكيت وشعرت بالضعف.. ولم أستطع الوقوف أمام تيارات الحزن القاتلة.. أجرى إليه ليحتضننى.. وبحنو شديد أضمه إلى صدرى .. وأشمه لترتاح روحى.. فتهدأ وتستكين .. فأقبله وأعيده مكانه.
ويوما أظلمت الدنيا بعينى .. فأغلقت علىّ باب غرفتى..وذهبت إليه لأبثه حزنى .. وأجد فى رائحته الطمأنينة..
واذا بى أبحث عنه فلم أجده .. أنقب هنا وهناك .. فلا أثر يذكر له.
أخرج كالمجنونة .. أنادى أبنتى.
ـــ: أمانى.
ـــ:نعم ياأمى.
ـــ: كان هنا ثوب فى دولاب ملابسى ؟
ـــ: أهو الثوب القديم ؟
ـــ: نعم هو. أين أختفى؟
ـــ: جاءت امرأة فقيرة تطلب المساعدة فأعطيته لها.
تصرخ روحى الحزينة داخل جسدى..وأهرع إلى غرفتى.
أبكى بشدة .. فقد ماتت أمى للمرة الثانية.![]()



رد مع اقتباس