|
يا جامحَ القلبِ إن تاهت بك الطُّرُقُ |
في لذّة الروح ما لا يبلغُ الشَّبَقُ |
إن كنت لله عبداً مخلصاً وَجِلاً |
يا سيِّدَ النفسِ ماذا بعدُ منعَتَقُ |
تَهُبُّ في الكون إعصاراً يُقلّبُه |
كأنّ كلَّ طواغيتِ الورى ورَقُ |
خُضْ تلكمُ الحربَ لا تَحسِبْ عواقبَها |
لن يبلغَ المجَدَ إلا من به نَزَقُ |
من ظنّ أن عذاباتٍ سيطفؤها |
في العُرْبِ طاوٍ على الرّمضاء يحتَرِقُ |
يا أيها البائعُ المجهولُ حسبُكَ أنْ |
من خلفِ جثمانك الثورات تنطلِقُ |
سَلَكتَ للحور دربَ النّار مبتسماً |
وكلُّ مرءٍ له في الحبّ مُعتَــنَقُ |
في مصرَ ساروا ملاييناً كأنّهمُ |
من حُلكة الليل نورُ الفجرِ ينفلِقُ |
ليُهبطَ السَجنَ كفّارٌ بأُمّتِهِ |
ويعتلي العرشَ من في السّجنِ ما أبقوا |
يصبُّ في البحر ماءُ النيل منتشياً |
بِمَدِّ تونسَ , ملءُ نسيمه عبَقُ |
عذبان لم يُفلحِ الملعونُ برزخُه |
من عاندَ الموجَ كان مصيره الغَرَقُ |
صنعاء تعتمرُ الثّوارَ عِمّتَها |
ليهويَ الظّلمُ فالأحرارُ ما وَسَقُوا |
جرداءَ أرض سوى اخضرّتْ بجودهمُ |
إذ السواعدُ صوبَ الخيرِ تستَبِقُ |
هنا طريدٌ فمسجون فمقتولٌ |
وذا قعيد مشوّه الوجه محتَرِقٌ |
فاتورةُ القمع دَيْنٌ في مصائرهم |
كلٌّ و إيغاله في الشعبِ ينسحِقُ |
جدّفْ مع الرّيح يا بشارُ أو فاغرقْ |
إنّ الشراع بحدّ الشعب ينفَتِقُ |
يا أيها الكلب لا التنين يوقفُنا |
وسطوة الدّبِّ في الشيشان تَمتَزِقُ |
طفلٌ بحمصَ يداري جرحَ أُمّتِه |
يستمطرُ العربَ , لا غيمٌ و لا وَدَقٌ ؟! |
يلوذُ بالموتِ من أنيابِ شبّيحٍ |
يا رحمة الله قد ضاقتْ به الطّرُقُ |
ينام في اللحد ملء عيونه سَكَنٌ |
وعينُ قاتلِه يقتاتها الأرَقُ |
حكمُ الطّغاةِ وحُكمُ اللهِ دائرةٌ |
ضدّانِ ذا غسَقٌ فيها وذا فَلَقٌ |
لا عاصم اليوم من طوفانِ أمّتِنا |
لن يحكُمَ العُربَ بعد اليوم مرتَزِقٌ |
تَرَنّحَ البغيُ خلف البحرِ مكتئباً |
وقت الغُروبِ ويجلو ريبَهُ الشّفَقُ |
إنّ الحضارةَ شمسٌ في مغارِبِها |
ما بينَ قرنيكِ أمريكا لَتَحتَرِقُ |
ليعتلي الشّرقُ صدرَ الكونِ مؤتَلِقاً |
بدين أحمدَ لا بغي ولا غَسَقٌ |
يا أعْبَدَ الناس يا مختارَ أمتِنا |
يا سيّدَ الخلقِ و الأندادُ ما خُلِقوا |
إنّا على الحقِّ إخوانٌ وعُدّتُنا |
أنّ الأُخوّةَ رِتقٌ ليسَ ينفَتِقُ |