لعلي بنثري هذه الأبيات بين يديكم أجد بعض العزاء في غربة تمزق الشعر والشعراء لعلها عودة بعد طول غياب أو عابر يستظل بأفيائكم :

غربة شاعر ...
غريبٌ بأرْضي والهوى والمشاعرِ** وأشْقى زمانٍ فيه غُرْبةُ شاعرِ
أأظْمى وذي كأسُ الحياة مليئةٌ ** وأعْرى وأوراقُ الورودِ دفاتري
ولوْ أنَّ بي ما بالعَيِيِّ حمدْتُه ** ولكنَّ بي ما بالخطيبِ المُجاهرِ
وما شقوتي إلاّ لأنّي مثبتٌ ** كصخرةِ وادٍ وسْطها قلبُ طائرِ
تكلِّفني نفسي الرّحيلَ كأنّني ** عليمٌ بأوْطاني وخوضِ المَخاطر
أما في دروبِ الدّارجين إلى الرّدى ** قلوبٌ ترى نبْتَ الرّبا والأزاهرِ
أقلِّبُ طرفي في الوجوهِ مؤمِّلا ** بقايا السّجايا أو فُتاتَ المآثرِ
فذا ميِّتٌ في ثوب حيٍّ منعّمٍ ** وتلك حياةٌ في لحودِ المقابرِ
أرى وجهَ باكٍ في جسومٍ ضواحكٍ ** وخطوَ مُحثٍّ يقتفي خطوَ عاثرِ
أراقبُ في تلك المرايا جمودَها ** وأرقُب غاياتِ الرُّؤى والمَصَائِرِ
وكلُّ الذي أُلفيه حوْلي فإنَّما ** يَكَلُّ به قلْبي وسمْعي وناظرِي