الى العزة القعساء ..

[gasida= font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
تجمّلْ فبعدَ العسْرِ يُرتقبُ اليسْرُ = و مِنْ لجَّةِ الأرْزاءِ يُلْتقطُ الصبْرُ
و إنّ قتامَ اللّيلِ ليسَ بسرْمدٍ = و إنْ طال لمْ يلْبَثْ يُطاعِنهُ الفجرُ
تقلبت في الأيّام حتّى بلوْتُها = و منْ مُقْلة الإدْراك عنّ ليَ الفكرُ
فما وصْلُها وصْلٌ و لا هجرُها قِلىً = و لا عذبها عذبُ و لا مرّها مرُّ
و منْ لكَ بالخلِّ الذِي إنْ صحبتهُ = يُصافيكَ إلاَّ أنْ يُصاحبك الخِضْرُ
و ذِي سكرةٍ غالَ الهوى صفوَ عقلِه = تُساقيه أقداحُ الغوايةِ لا الخمرُ
يروم دِراك المجْدِ منْ غيرِ سُبْله = و كمْ طالبٍ نُجْحًا و غايتُه الخُسرُ
و إنّ زمانًا سوّد الجهلَ مفلسٌ = و إنْ زرَّ في أثْوابه اليَشْمُ و الدُرُّ
و منْ عجبٍ أن يُحْسن القولَ ألكنٌ = و يسمَعه مَنْ كان في أُذْنه وُقرُ
جَفاني أهيلٌ لست أرْضى خِصالَه = و ليس يضيرُ التبرَ أن يُهْملَ التّبرُ
إذا ما فتَى الفِتْيانِ شُدّت ركابُه = إلى العزّة القعساءِ زاحمهُ الدهرُ
و سائلةِ ما القصدُ و هي عليمةٌ = بحالي و بعضُ الحالِ يُنبيك مالخُبرُ
صمدتُ إلى العلْياء أُزجي مُزونها = و حظُّ الورى ممّا أعالجه القَطرُ
إذا ما سُراة اللّيلِ تُهدى هُداتها = بأنْجمها فاليومَ قد كمُل البدرُ[/gasida]