قالوا جُنِنتِ بهِ ! ما كنتُ أحتارُ
إذ ليسَ غيرَ جنونِي فيهِ أختارُ

عرفتُ منهُ الهوى لكن عرفتُ بهِ
أنَّ الَّذي يتعاطَى الحبَّ ينهارُ

أُغالبُ الوجدَ ، والأشواقُ تلذعُنِي
كالنَّارِ يشعلُها في النَّفسِ تِذكارُ

أبكي، تجهَّمَ وجهُ الليلِ في نظرِي
وحدي يطالعُنِي للطيفِ إسفارُ

أبكي وأجزعُ من سهمٍ أُصبتُ بهِ
ومِن ضراوتِهِ في الجفنِ آثارُ

فكيفَ أحيا بعيداً عن منادمةٍ
لي مِن مناعِمِهَا فيءٌ وأثمارُ ؟

ولا يزالُ الصدى منهُ يُهدهِدُنِي
إذا تحرَّكَ في الأعماقِ إعصارُ

باللهِ يا حبُّ ذا قلبِي العليلُ لظى
فهل بغيرِ التَّلاقي تبردُ النارُ ؟

تحنو عليَّ المآقِي وهي جالدةٌ
وحولُهَا من كهوفِ الحزنِ أغوارُ

ومن وشاحِ الدُّجى روقٌ وأقبيَةٌ
ومن غلائلِهِ وَشْىءٌ وأستارُ

تضمُّنِي والَّذِي يا حبُّ أحسبُهُ
يُحِبُّنِي ، ليسَ إلَّا منهُ سُمَّارُ

وفي الخيالِ معَ الذِّكرى أهيمُ بهِ
حتى ولو طالَ بي في الحزنِ مشوارُ