عدالـة الحـب
.................
إشـتَـدَّ النـقــاشُ بِزُحمــةِ الآراءِ
وتنافسُ الأضـدادِ في أعضائي

في كلِّ عضوٍ باتَتِ أُمنيةُ الهوى
دومـاً تُـمَـنّي النفـسَ بالأضـواءِ

وبصحبةِ المحبوبِ أجمل موعدٍ
مـن ثـمَّ إذٔ يـوحي لهُ إيحــائي

بالقـولِ : وَحدَكَ أنتَ مَنْ نِلتَ الرضا
سَتَحـوزُ ما تصبو من الحسناءِ

كبقيةِ الأعضاءِ : وِثِّقَ ما جـرى
فالكـلُّ يطمـحُ راغبـاً بِــوَلائي

لكنني شِـئـتُ الحيـادَ بموقفي
فَـلِكـونهـمْ في مقلتي بِسَـواءِ

إني رأيتُ العَـدلَ في حُكْمِ الورى
فهُـمُ القُضـاةُ ومـوعـدُ الإدلاءِ

الفـوزُ موصـولٌ بمَنْ يشدو لها
أبهى معـاني الـوصفِ والإطراءِ

..........

فالقلبُ : قد وهبَ الحشاشةَ موطناً
وبهـا تَغَـنَّى أجمـلَ الأصــداءِ

والعينُ : إذْ تسمو بها نحو الذرى
لتجـوبَ فيها مـوطِـنَ الجوزاءِ

والسمعُ : يسترقُ النوايا قبل ما
تُـدلي الشـفاهُ بـرغبـةِ الإصغاءِ

والكفُّ : لا لم يرضَ أنْ تَطَأَ الثرى
تسـري هبـوبَ العطـرِ والنسماءِ

وجميعُ أعضائي على منوالهمْ
حَمَـلـوا الهيامَ بأعـذبِ الإغـراءِ

هذا التنافسُ بين أعضائي أنا
للناسِ إذْ يبـدو على سيمائي

فَـلِذا رأيتُ الحالَ يوشكُ بالردى
ويكـادُ هـذا الـوجدُ يُمسي دائي

ناديتُ أعضـائي وقلتُ سَأَرتدي
ثـوبَ القُضـاةِ وبـزّةَ الحُكَمـاءِ

وَسَـأَصدرُ الأحكامَ أنْ تبقى معي
ولكي نعيـشَ بـأَعـذبِ الأجـواءِ

الكامل