شـــرفٌ لـقـلـبك أنْ تــنـالَ خــسـارةً
مــنْ أنْ تـفـوزَ عـلـى مـزاجِ الـصافرة

فـالـفـوز أن يـبـقـى حــضـورك طـيّـبـا
كالمسك في نبض القلوب الطاهرة

والــفـوز أن تـبـقـى انـتـصـارا مـثـلجا
لـلـصـدر إن ســـنّ الــظـلام أظــافـره

أن تــتـرك الـشـعرا بـعـري حـروفـهم
وتـسـيـر فـــي ثـقـة لأرض الـنـاصرة

لـمـحوا بـعينيك الـمشاهد أسـلمتْ
وعـــزاؤهـــم أنّ الــبــنــادق كـــافــرة

لا تــفـرحـوا أبــــدا فــهــدي عـيـونـنـا
ســيـقـودنـا يــومــا لــوعــد الآخــــرة

لـسـتُ ابــن لـغـزٍ كـي تـحاولَ حـلّه
أو كــنـت أحـجـيـةً وأمـــي ســاحـرة

أنــا ســورة الإسـراء والـقدس الـتي
فــي داخـلي كـل الـحجارة شـاعرة

أدري بــــأن الــعـصـر عــصــر مــذلّــةٍ
ودمـشق تـذرف مـن عـيون القاهرة

أمــــا حـكـومـات الـنـضـال فــقـد رأت
إنـقـاذهـا فـــي لــعـب دور الـعـاهـرة

وتـفـيض إخـلاصـا وقــد كـشـفت لـه
فـــي صــدرهـا كـــل الـكـنوز الـثـائرة

وتـــنــام راضــيــة بــحـضـن عــدوهــا
وتـــعـــود زانـــيــةً بــعــيـن مــكــابـرةْ

يــا لـيـتني أخـطـأت حـيـن وصـفـتها
لــكـنّـهـا فــيـمـا وصــفــتُ مُــفـاخـره

لا تــتــقـي خـــجــلا وتــظــهـر أنــهــا
كــانــت مـكـلّـفـة بــخــوض مــبــادرة

لـيس ابـن غـزة مـن يـسلّم سـيفه
وحــيــاتـه فـــــي طــلــعـة لـلـطـائـرة

هــــو مـــن تـعـلّـمه مـفـاخـر أرضـــه
فــي أن يـديـر عـلـى الـعـدو الـدائرة