|
أخي أنت حرٌّ وراء السدود |
أخي أنت حرٌّ بتلك القيود |
إذا كنت بالله مستعصما |
فماذا يضيرك كيد العبيد؟!! |
أخي:ستُبيد جيوش الظلام . |
ويُشرق في الكون فجر جديد |
فأطلق لروحك إشراقها |
ترى الفجر يرمقنا من بعيد |
أخي: قد أصابك سهم ذليل |
وغدرا رماك ذراع كليل |
ستُبتَر يوماً فصبرٌ جميل |
ولم يدمَ بعدُ عرين الأسود |
أخي: قد سرت من يديك الدماء |
أبت أن تُشلَّ بقيد الإماء |
سترفع قربانها للسماء |
مخضبة بوسام الخلود |
أخي هل تُراك سئمت الكفاح ؟ |
وألقيتَ عن كاهليك السلاح |
فمن للضحايا يواسي الجراح ؟ |
. ويرفع راياتها من جديد |
أخي: إنني اليوم صلب المراس |
أدكُّ صخور الجبال الرواسي |
غدا سأشيحُ بفأسي الخلاص |
رؤوس الأفاعي إلى أن تبيد |
أخي: إن ذرفت عليَّ الدموع |
وبللت قبري بها في خشوع |
فأوقد لهم من رفاتي الشموع |
وسيروا بها نحو مجد تليد |
أخي: إنْ نمتْ نلقَ أحبابنا |
. فروضات ربي اُعدَّت لنا |
وأطيارها رفرفت حولنا |
فطوبى لنا في ديار الخلود |
أخي إنني ما سئمتُ الكفاح |
ولا أنا ألقيتُ عني السلاح |
فإنْ انا متُّ فإني شهيد |
. وأنت ستمضي بنصر مجيد |
ساثار ولكن لرب ودين |
وأمضي على سنتي في يقين |
فإما إلى النصر فوق الأنام |
وإما إلى الله في الخالدين . |
قد اختارنا الله في دعوته |
وإنا سنمضي على سنته |
فمنا الذين قضوا نحبهم |
. ومنا الحفيظ على ذمته |
أخي: فامضِ لاتلتقت للوراء |
طريقك قد خضبته الدماء |
ولا تلتفت هنا أو هناك |
. ولا تتطلع لغير السماء |