لا أدري كيف للحظة من اللحظات اعتقدتُ أنّي راحلة عنك؟!
وأنت وجهتي في هذا العالم ومقصدي...
وأشواقي تحجّ إلى عينيك كلما اشتدّ إيماني بحبك...
وأنت تعلمُ...
أنّي لا أقوى على العيش بعيداً عن أنفاسك..
تحضنني...
تهدهدني...
تعطف على ذلك اليُتم الذي خلّفه هجرك في نفسي...
وأنت تعلم...
كم أحببتك يا وجعي...
وفراقك ينهشني...
يجرّدني من أسباب البقاء...
وأنا...
تائهة بين ذكراك وذاكرتي..
ولا أدري...
كيف ظننتُ للحظة أنّ عطرك غادرني...
وأنا...
كلما نظرت في قعري...
وجدتك هناك...
تعيشني ...
وأعيشك صمتاً وألماً...
وأحبك...
كما لم أحب نفسي يوماً..
كيف لي أن أبقى...
ورحيلك يأخذني...
وأهيم على وجهي...
كم اشتهيتُ
أن أبكي على صدرك...
أن أهمس إليك...
لا تتركني...
فوجودك يعلّمني
أن لا أعيش بعدك...
وليتك تعلم...
أنّي ما كنتُ لأغادر أناملك التي وجدتُ فيها حواسي...
وكيف أنسى؟!
ونبضك يرسم مستقبلي...
أأهرب من قُربك إلى أحضانك؟!
أم أنني جُننتُ ذات حزنُ...
واعتقدتُ أنّ قصائدي ستولد دون كلماتك...
لا تصدّق...
كل ذلك كان وهماً...
والحقيقة أنني...
لم أكن لأرحل يوماً...